تتجدد مبادرات الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل نحو صناعة غد مشرق لعروس الشمال (حائل)؛ فمن بدايات جامعة حائل وتأسيسها وإسهام الهيئة العليا لتطوير المنطقة ماليا لدعم الأبحاث والاتفاقيات التي تمت مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مرورا بمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية.. ها هي هيئة تطوير حائل، وعبر ربانها المحنك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة تفتح بوابة جديدة للمشاريع العملاقة التي تتجاوز تكاليفها مليارا ومائتي مليون ريال، ولأول مرة بالمنطقة؛ لتضع حائل (المنطقة) على منعطف مرحلة مهمة من تاريخها ومستقبلها الاستثماري. مستقبل استثماري واعد وقبل أن يرعى سمو أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة اليوم الأربعاء بمقر الغرفة التجارية الصناعية حفل توقيع عقود إنشاء مصنع أسمنت حائل، بتكلفة مليار ومائتي مليون ريال، وبطاقة إنتاجية تبلغ 5000 طن أسمنت يومياً، ما يعادل 1.5 مليون طن سنوياً، أكد سموه أنه ليس من قبيل المصادفة تزامُن انطلاق المشروع مع بدء الأعمال التنفيذية لمدينة حائل الاقتصادية. وأضاف سموه: بل هو أمر قد خططنا له لكي تتكامل الجهود كافة من أجل إنشاء المشروع وتوفير عوامل النجاح والقوة له. وأضاف: إنَّ العمل جار حاليا على قدم وساق في إنشاء خط السكة الحديدية لربط مصنع أسمنت حائل بخط سكة حديد الشمال - الجنوب، الذي يمر بالمدينة الاقتصادية، التي بدأت الأعمال الإنشائية فيها بوصفها أول مدينة اقتصادية سعودية تمتلك ميناء عالميا جافا؛ حيث بدأت بالفعل أعمال إنشاء مطار حائل الدولي ضمن أعمال مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ليوفر الدعم اللوجستي للمشروعات الاقتصادية الكبرى كافة في منطقة حائل. وقال: باسم أهالي منطقة حائل أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وسمو نائبه وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - سلمه الله - وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز أسمى آيات الشكر والتقدير؛ حيث كان لدعمهم ومؤازرتهم الفضل الكبير في أن تخطو حائل خطوات كبيرة نحو تنمية اقتصادها وتوفير الرفاهية لمواطنيها، سائلا الله تعالى أن يكلل جهد أبناء حائل المخلصين بالتوفيق والبدء في قطف ثمار هذا المشروع الحيوي الكبير الذي سيعود بالخير على المنطقة بأسرها؛ حيث يعتبر رافدا مهما من روافد صناعة الأسمنت في المملكة. أهالي حائل رأس اهتمامنا وقال: لقد وضعنا نُصب أعيننا منذ بداية فكرة إنشاء الشركة أهمية إتاحة الفرصة أمام الأهالي للمساهمة في مصنع أسمنت حائل بطرح 50 في المائة من أسهمها للاكتتاب العام؛ حيث يتجاوز رأسمال الشركة مليار ريال، بطاقة إنتاجية خمسة آلاف طن أسمنت يوميا, وهو ما يعادل 1.5 مليون طن سنويا. وقد انتهت بحمد الله أعمال اللجنة التأسيسية للشركة التي قامت بها اللجنة التأسيسية, إضافة إلى المستشارين المالي والقانوني والفني للمشروع، الذين تم التعاقد معهم في الثاني والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 2008م. وأضاف: سيتم الانتهاء من الإجراءات الرسمية كافة لإنشاء الشركة وتسجيلها في وزارة التجارة والصناعة، والحمد لله على الانتهاء من المراحل الفنية الأولى اللازمة لبدء تشغيل مصنع أسمنت حائل، واليوم نحتفل سويا في الغرفة التجارية الصناعية في حائل بتوقيع العقود الرسمية بين الشركاء والشركة الصينية الفائزة بعقد تنفيذ المشروع البالغة قيمته 200 مليون دولار، في حضور وزير التجارة والصناعة وممثلين عن الهيئة العامة للاستثمار وهيئة سوق المال. مشاريع عملاقة من جانبه قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة: تعدُّ صناعة الأسمنت عموما من الصناعات الأساسية والحيوية الكبرى، التي تعول عليها الدول في تأسيس بنيتها التحتية ومشروعاتها الحيوية. مبينا سموه أن إطلاق شركة أسمنت حائل وتوقيع عقود مصنعها يعدان حدثا كبيرا ومناسبة قد تكون من أهم المناسبات لمنطقة حائل؛ لأنها تأتي في ظل زيادة الطلب على الأسمنت بوصفه رافدا اقتصاديا كبيرا، ولوجود احتياطي كبير من خام الحجر الجيري في منطقة حائل والمواد التي تدخل في هذه الصناعة الاستراتيجية الاقتصادية الكبرى. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتزايد الطلب على أسمنت حائل في الفترة القادمة مع البدء الفعلي في تنفيذ وإنشاء البنية التحتية لمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية والمشروعات الحكومية الأخرى التي ستكون لها انعكاسات تنموية واقتصادية بارزة تخدم المصنع وتحقق له مكاسب اقتصادية كبيرة. وقال سمو نائب أمير منطقة حائل: يطيب لي أن أتوجه أصالة عن نفسي ونيابة عن أهالي منطقة حائل بصادق الشكر وعظيم الامتنان إلى راعي نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وإلى سمو نائبه ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، وإلى سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز؛ حيث بفضل توجيهاتهم نالت حائل (المنطقة) كثيرا من عوامل نمائها، كما أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس اللجنة التأسيسية لشركة أسمنت حائل؛ بمناسبة رعاية سموه حفل توقيع عقود الشركة بين الشركاء من أهالي المنطقة والشريك الصيني الذي سيتولى عمليات الإنشاء والإنتاج، كما أهنئ أهالي منطقة حائل لتكاتفهم وتعاضدهم من أجل إنشاء مشروعهم الحيوي الذي سيخدم المنطقة والمناطق المجاورة ويضعهم على بداية طريق الاستثمار الواعي لمدخراتهم. جهود مضاعفة للهيئة واعتبر صاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالله آل سعود مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل استكمال خطوات إنشاء مصنع أسمنت حائل تأكيداً للاستغلال الأمثل للموارد والإمكانات الطبيعية المتوافرة بوصفه ميزة نسبية في منطقة حائل، مستشهداً بغزارة المواد الأولية لصناعة الأسمنت في منطقة حائل من خلال توافر كميات ضخمة واحتياطات كبيرة من خام الحجر الجيري والمواد الأولية اللازمة للأسمنت. وأوضح أن إنتاج منطقة حائل من الأسمنت سيكون نوعياً واستراتيجياً بالنظر إلى نتائج دراسات الجدوى العالية المتوقعة - بإذن الله - لهذا الإنتاج الحيوي الذي يعدُّ رافداً كبيراً لقطاعات الإنشاءات كافة لمشروعات التنمية والتطوير، سواء لمنطقة حائل أو بقية مناطق المملكة في ظل الطلب المتزايد على إنتاج الأسمنت وتوسع المشروعات الإنشائية المرتبطة بالقطاعات الحكومية والخدمية والقطاع الخاص، ومنها المشروعات التعليمية الكبرى ومشروعات الإسكان والتنمية العقارية والتطوير العقاري. واستعرض سمو الأمير عبدالله بن خالد الجهود التنظيمية والإجرائية والفنية التي بذلتها الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والمتمثلة في إعادة دراسة ملفات الفرص الاستثمارية الملحة بالمنطقة، ومنها أسمنت حائل، بأساليب منهجية وعملية بدأت بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لإعداد الدراسات الاستكشافية لمشروع الأسمنت ودراسات الجدوى الاقتصادية والتواصل والتنسيق الذي تم بين الهيئة ووزارة البترول والثروة المعدنية للحصول على حق الانتفاع، وما تبع ذلك من جهود مع وزارة التجارة والصناعة لتسجيل شركة أسمنت حائل والتصورات التنظيمية التي تمت بهذا الشأن، وصولاً إلى الشراكة العملية مع الغرفة التجارية الصناعية بحائل.. وجميع تلك الجهود أسهمت في إطلاق هذا المشروع الحيوي. شركاء النجاح أبدعوا وأشار سمو مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل إلى الرؤية المشتركة مع الهيئة العامة للاستثمار للتعامل مع مشروع أسمنت حائل في ظل معطيات اقتصادية واستثمارية واسعة من خلال مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، من خلال محورين: الأول ما يتعلق بحجم وكمية الأعمال الإنشائية الكبرى التي انطلقت مؤخراً في المدينة، والتي ستنفذ على مراحل. والمحور الآخر هو ما يتعلق بصناعة التسويق والنقل من خلال الاستفادة من مزايا الخدمات (اللوجستية) التي توفرها المدينة الاقتصادية مع وجود سكة الحديد و(الميناء الجاف) وما تشهده المنطقة من مشروعات الطرق الواسعة التي أصبحت - ولله الحمد - واقعاً، إضافة إلى ما يجري تنفيذه حالياً. مؤكداً سموه أن هذه العوامل تُعدُّ مزايا ريادية لنجاح صناعة الأسمنت في منطقة حائل تضاف إلى جودة ونوعية المواد الأولية لصناعة الأسمنت والاحتياطات الكبيرة للمواد الخام وفقاً للدراسات الاستكشافية والفنية ودراسات الجدوى الاقتصادية التي أعدت لهذا المشروع الحيوي المهم. وقد كانت للهيئة العليا لتطوير المنطقة جهود واضحة بدءا بالتقارير والإحصاءات وحصر العديد من البيانات والمعلومات المتعلقة بصناعة الأسمنت بوصفها إحدى الفرص الاستثمارية الكبرى بمنطقة حائل، كما قامت الهيئة بتحليل المؤشرات المالية لأوضاع المستثمرين في المنطقة للتعرف على فرص الإسهام في تأسيس وإقامة شركة ومصنع أسمنت حائل، واستعرضت الهيئة التجارب الإنتاجية المتقدمة في مجال صناعة الأسمنت، وتلقت العديد من المبادرات الاستثمارية في مجال تأسيس الشركة من داخل المنطقة وخارجها. وكانت الهيئة قد حددت عددا من القطاعات الاقتصادية القابلة للتنمية بالمنطقة شملت القطاع الخدمي والتعليمي والسياحي والزراعي، إضافة إلى القطاع الصناعي في المواد الأولية، ومنها المواد الأولية لصناعة الأسمنت بوصفها إحدى الصناعات المتاحة بالمنطقة.