أعلنت ثلاثة مستشفيات في محافظة دمشق، تحظى بدعم المنظمة الإنسانية الطبية الدولية "أطباء بلا حدود"، أنها استقبلت صبيحة يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب 2013 حوالي 3600 مريض في أقل من ثلاث ساعات، وكانوا جميعاً تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي، ومن بين هؤلاء توفي 355 مريضاً. يقول الدكتور بارت جانسنز، مدير عمليات منظمة "أطباء بلا حدود": "لقد قدّم لنا الطاقم الطبي العامل في تلك المرافق معلومات مفصلة بخصوص تدفق أعداد كبيرة من المرضى على المرافق الصحية وهم يعانون من أعراض مثل التشنجات واللعاب الغزير وتقلص حدقات العين وتشوش الرؤية وضيق التنفس". وقد عُولج المرضى بواسطة عقار "أتروبين" الذي يُستعمل في معالجة أعراض التسمم العصبي والذي كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد زودت به تلك المرافق الطبية، وتحاول المنظمة الآن إعادة ملء المستودعات الفارغة لهذه المرافق بهذا العقار، إلى جانب توفير إمدادات طبية أخرى وتقديم الإرشادات والنصائح. يضيف الدكتور جانسنز: "لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود من الناحية العلمية تأكيد مسببات هذه الأعراض أو تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم". غير أن الأعراض التي ظهرت على المرضى، إضافة إلى المسار المرضي للأحداث، والذي اتسم بتدفق كبير للمرضى في فترة قصيرة، والمكان الذي جاء منه المرضى، وانتقال العدوى إلى الطاقم الطبي والمسعفين الأوليين، كلها وقائع تشير إلى تعرض جماعي لعنصر سُمِّي مثير للأعصاب. ومن شأن تأكيد الأمر أن يشكل خرقاً للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر حظراً باتاً استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وإضافة إلى 1600 قنينة "أتروبين" كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أرسلتها سابقاً خلال الشهور الأخيرة، أرسلت من جديد 7000 قنينة إضافية إلى المرافق الصحية في المنطقة. كما أصبح علاج المرضى المصابين بتسمم عصبي الآن جزءاً من الاستراتيجيات الطبية للمنظمة في جميع البرامج التي أطلقتها في سوريا. وصرّح كريستوفر ستوريك، المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" أن المنظمة: "تأمل في أن يسمح لمحققين مستقلين الوصول فوراً إلى الأماكن المتضررة ليستطيعوا إلقاء الضوء على ما حصل". ويضيف: "لقد جاء الهجوم الأخير والاحتياجات الطبية الهائلة التي أعقبته ليزيد من تفاقم أوضاع إنسانية كانت في الأصل كارثية، تتسم بالعنف الشديد ونزوج السكان والتدمير المتعمد للمرافق الصحية. وفي وضع الانتهاك الكبير للقانون الإنساني، لا تستطيع المساعدات الإنسانية الاستجابة بشكل فعّال للاحتياجات وتصبح من دون معنى".