لم تحم الطبيعة الصعبة في وسط حرة النار «حرة بني رشيد» الواقعة في مركز الشويمس (250 كيلو مترا غربي حائل)، آثارا ونقوشا وقبورا تاريخية تقع في واديي «راطا» و»المنجور» الواقعين في الجزء الجنوبي الغربي من قرية الشويمس، إذ يعد الموقعان من أقدم ما اكتشف حتى الآن من آثار في العالم وأكبر متحف طبيعي، وفقاً لنتائج الدراسة التي أجريت أخيراً على الموقع من قبل الخبير الأسترالي في مجال الرسومات الصخرية الدكتور روبرت بد نارك في هذا المجال. وأكد متخصصون في الآثار، رافقا «قافلة الإعلام السياحي»، التي زارت الموقع، أن هذه المواقع وما تحتويه من رسومات ونقوش صخرية يراوح تاريخها بين 12 و14 ألف عام. ويشمتل موقعا «راطا» و»المنجور» على مرتفعات من الحجر الرملي، تضم واجهات من اللوحات الفنية الرائعة التي نفذها فنان ذلك العصر بدقة متناهية وأسلوب غاية في الروعة والإتقان، وهي في مجملها رسوم لأشكال آدمية وحيوانية (أسود، فهود، حمير، وعول، كلاب، وأبقار) نحتت جميعها بالحجم الطبيعي، ويصل طول بعض اللوحات إلى نحو 12 مترا، ويسجل النحات القديم أسلوب الحياة وكذلك الملابس التي يرتدونها في تلك الأزمنة. ويشاهد الزائر للموقع، أحد المنحوتات الدقيقة، الذي يصور رجلاً بالحجم الطبيعي يحمل قوساً ونبالاً، بينما يقف آخر خلف ثور منحوت بالحجم الطبيعي أيضاً ممسكاً بيده اليسرى ما يعتقد أنه محراث يجره هذا الثور في منظر يصور عملية زراعة الأرض. وسجل النحات صور الأقدام آدمية (رجال وأطفال) والحيوانية التي نحتت بشكل فني بديع مع بعض الأشكال الهندسية التي تزين أحد مداخل الكهوف. ويرى عبد الرحمن الرشيدي، باحث آثار ومساعد مدير قطاع الآثار في منطقة حائل، أن الموقع مكتشف حديثاً عبر مجموعة من البدو في الموقع في حدود عام 2001م، ولا يزال يحتاج إلى التنقيب والفحص، خصوصاً أنه يقع كتحف عملاق في وادي «راطا» في تعدد لآثار ونقوش وكذلك قبور ومواقع تاريخية في وادي «راطا». ويشير الرشيدي، إلى أن الموقع صعب الوصول إليه في السابق لوقوعه في الحرة شديدة الوعورة وهو يمثل حماية أمنية له. إلا أن الموقع تعرض لاختراقات متعددة، حيث قُطع سياج الحماية وخُرب، وكذلك حفرت بعض المواقع التي يعتقد أنها قبور للبحث عن الكنوز، وهذا فيه خطورة كبيرة على الموقع خصوصاً مع تأخر التنقيب والحماية الكاملة. ويضيف أن الموقع سيصله الطريق خلال شهور قليلة مقبلة مما يعني سهولة الوصول إليه وهذا سيساعد الكثير من الباحثين والمهتمين لزيارة الموقع والصعب في تضاريسه لوقعه في حرة.