كشف المحققون الأميركيون ليل أمس عما حملهم على توجيه أصابع الشبهة بتفجيرات بوسطن الى شاب أبيض اللون ينتظرون أن يوقع به هاتفه الجوال بالذات، كما ولقطات فيديو ظهر لهم فيها مريبا بين المحتشدين، فبدأوا يعتقدون أنهم أمسكوا بطرف خيط قد يؤدي الى الفاعلين. وسائل الإعلام الأميركية التي اطلعت عليها "العربية.نت" فجر الخميس 18أبريل/نيسان، وأهمها "سي.بي.أس" التليفزيونية، أبرزت هذا الاختراق المهم في التحقيقات واعتبرته حاسما، ناقلة عن المحققين أن الشاب ظهر في فيديو صورت لقطاته كاميرا تابعة لأحد المحلات واقفا بين المتفرجين على العدائين في ماراثون المدينة، وفي الموقع الذي حدث فيه الانفجار الثاني، أي بعيدا 85 مترا تقريبا عن موقع الانفجار الأول. وبحسب تقرير العربية .ظهر بجاكيت سوداء تحتها قميص رمادي قماشه من النوع السميك مع قبعة مائل لونها الى الأبيض وشبيهة بما يستخدمه لاعبو البيسبول، لكنه وضعها مقلوبة الى الوراء بحيث أصبحت مقدمتها الهلالية الشكل والحامية من أشعة الشمس تغطي أعلى القسم الخلفي من رأسه، وفجأة ظهر وهو يضع حقيبة على الأرض كانت مثبتة على ظهره، ثم دوّى الانفجار الأول، وعلى إثره لاذ بالفرار من دون سبب، باعتبار أنه كان بعيدا عن موقع العبوة الأولى، وبعد ثوان قليلة من مغادرته المكان انفجرت الثانية في المربع الذي كان فيه تماما. من هذا الذي اعتبروه اختراقا حاسما، سينطلق المحققون لمعرفة من أي هاتف نقال تم إجراء اتصال في تلك اللحظة، ومن ذلك المكان بالذات، وبموجبه تم صعق العبوة الأولى لتنفجر، وكذلك الثانية من موقع قريب من الانفجار الثاني، فإذا اتضح أن الاتصال تم من هاتف ذلك الشاب الذي بدا للمحققين بأنه كان وحيدا في المكان من دون أي رفيق، فإنه سيقع في قبضتهم، علما أن فرز الاتصالات سهل بعد التعرف الى أسماء الأشخاص الذين كانت بحوزتهم هواتف جوالة في موقع انفجار العبوة الثانية، والشاب المريب منهم، وحتى لو لم يكن هو المتصل فإن المحققين يسعون الآن وراءه للتحقيق معه. ومما تابعته "العربية.نت" من محطة "فوكس نيوز" معلومة مهمة تشير الى أن المحققين يستخدمون برامج كومبيوتر خاصة بالتعرف الى الوجوه لمقارنة صور من كانوا في موقع الانفجار الثاني بصور أصحاب الهواتف الجوالة في المدينة، وهي أيضا عملية فرز مليونية سهلة تقوم بها الكومبيوترات السريعة عادة لمعرفة من كان منهم في المكان، ومن أي هواتف جوالة تم إجراء اتصالات قبل ثانية تقريبا من الانفجار الأول، في عملية تضييق رقعة البحث حتى الوصول الى المتهم الرئيسي، علما أن الشاب ما زال خارج نطاق الشبهة الى أن تقع عليه، وان لم تقع فان التحقيقات ستعود الى الدوامة الأولى، خصوصا أنها لا زالت تدور.