كشفت محاكمة متهمي فساد حائل في القضية رقم (711) التي تم النظر فيها مطلع الأسبوع المنصرم عن سر حرائق التماس الكهربائي التي وقعت في ست مدارس للبنات خلال العام الماضي، حسب الاتهامات التي وجهت للمتهمين الأول والثاني والثالث والرابع وبعض المقاولين بعدم تنفيذهم للمشاريع وفق التعليمات والمواصفات المطلوبة. وفي الوقت الذي سأل القاضي في الجلسة الثالثة يوم الثلاثاء الماضي عن سبب عدم كف أيدي المتهمين عن العمل، أجابه مدعي عام «الرقابة والتحقيق»، بأنهم طلبوا من الوزارة ذلك مرتين وأن الوزارة رفضت الطلب مبررة ذلك بعدم الرغبة في إرباك العملية التعليمية. مشيراً إلى أن المتهم الرابع والثلاثين وقع ثلاث مناقصات – حصلت «الشرق» على نسخ منها – في تحدٍ من قبل الوزارة للرقابة والتحقيق، أثناء فترة التحقيق بالقضية التي طالت 35 شخصية يتصدرها مدير التعليم في المنطقة. سر حرائق التماس الكهربائي تلقى المتابعون لتغطيات «الشرق» وقائع المحاكمة باهتمام كبير، وخصوصا المعلومات التي كشفت عدم تنفيذ المتهمين للمشاريع وفق التعليمات والمواصفات المطلوبة، التي أظهرت جلسات المحاكمة أنها السبب وراء حوادث الحرائق العديدة التي طالت مدارس البنات على وجه الخصوص، دون مدارس البنين خلال العام الماضي، في حوادث كلها أرجعتها فرق الإنقاذ والدفاع المدني إلى حدوث تماس كهربائي. وكان يتضح في كل مرة أن حوادث التماس الكهربائي تصيب فقط مدارس البنات دون مدارس البنين، ففي يوم الإثنين 23 / 10 / 1433ه، تم إخلاء معلمات وطالبات المدرسة «21» الابتدائية في حي الوسيطاء بحائل من مبنى المدرسة بسبب حريق ناجم عن تماس كهربائي. وفي صباح الأحد الموافق 23 / 1 / 1433ه تسبب تماس كهربائي في إخلاء ابتدائية ومتوسطة تحفيظ القرآن للبنات في محافظة الشنان من طالباتها والعاملات في المدرسة. وفي صباح الأحد 18/04/1433ه ، وقع تماس كهربائي في المدرسة الابتدائية الثانية بمحافظة بقعاء وبفضل من الله ثم بجهود مديرة المدرسة والمشرفة الطلابية والمعلمات تم احتواء الحادث وتهدئة الطالبات وإخراجهن بكل يسر وسهولة. وفي 9/1/1433 تم إخلاء طالبات مدرسة الابتدائية الثامنة والخمسون للبنات في حي المصيف بمدينة حائل بسبب تماس كهربائي وقع فيها، وتم فتح أبواب الطوارئ في المدرسة من قبل حارس المدرسة. وقد لاحظ مراقبون أن جميع حوادث الحرائق وقعت في مدارس الطالبات، وبرر البعض ذلك بأن الرقابة في مداس البنات تكون صعبة، وبعض المقاولين يتعمدون تنفيذ العطاءات بطريقة مخالفة للمواصفات المعتمدة في مدارس البنات لأنه يصعب كشف ذلك، في حين أن مدارس البنين تخضع إلى فحص فني شامل من قبل فرق متخصصة. يذكر أن الادعاء قدم اتهاماته إلى مدير التعليم السابق ومساعديه لشؤون الخدمات المساندة والمشاريع والصيانة وعديد من المقاولين بتهمة إساءة التعليمات وعدم مطابقتها للموصفات والمقاييس المشترطة في تنفيذ المشاريع. ورجح مراقبون أن تكون تلك الحرائق بسبب المواد الكهربائية المستخدمة من مقابس وأسلاك ومواد كهربائية أخرى رخيصة وضعف الصيانة حسب اتهامات الرقابة والتحقيق لهم في جلسة المحاكمة. المتهم الرابع والثلاثون يوقع مناقصات من جهة أخرى أثار توقيع المتهم الرابع والثلاثين على عدة مناقصات في يومي 25/5 و27/5، وقبل يومين من محاكمته على الرغم من طلبين تقدمت بهما الرقابة والتحقيق إلى وزارة التربية والتعليم بكف أيدي المتهمين عن العمل، حسب اعتراف ممثل الادعاء العام أمام القاضي الذي تساءل عن سبب استمرارهم في عملهم وعدم كف أيديهم، كثير من الاستياء والاستغراب بين أوساط المتابعين لسير جلسات المحاكمة. وقد وقع المتهم الرابع والثلاثون الذي يعمل في منصب مدير إدارة المشتريات والمنافسات بحسب وثائق حصلت عليها «الشرق» في تاريخ 25 /5 مناقصة تأمين سنترال للمدير العام بعدد 10 خطوط ومستلزمات لقسم الأمن والسلامة وتأمين أدوات مكتبية لإدارة التجهيزات المدرسية وطباعة نموذج إحالة المعاملات للمدير العام وتأمين ورق تصوير ودوسيهات، كما طرح في وثيقة أخرى طلب صيانة عاجلة لمبنى إدارة الموهوبات وصيانة عاجلة لمدرسة متوسطة وثانوية، وبعد يومين من تلك الخطابات وفي تاريخ 27/ 5 قبل يوم من بدء المحاكمة طرح مناقصة موقعة منه لإنشاء دواليب لغرفة التدبير المنزلي لمبنى المدرسة الابتدائية الثامنة عشرة بنات في حائل. يذكر أن التهم التي وجهت للمتهم الرابع والثلاثين تنحصر باستغلال النفوذ وجمع تبرعات والتواطؤ مع المتهم الأول والثاني بقصد التكسب وتزوير وتوجيه مناقصات قبل طرحها وكشف أسعار عطاءات ومشاريع وهمية والعبث في المشتريات وتسريب الأسعار وعدم الحسم للمخالفات.