استوقف عمل فني العابرين بتقاطع 18 مع شارع الملك فيصل بمدينة الخبر، بما يحمله من دلالات متغيرة للمكان الذي اعتادوا المرور به منذ أكثر من ثلاثة عقود بتغير بعض الملامح لذات المكان. حيث قام الفنان التشكيلي عبدالله العثمان بتغطية بيت بالكامل بالقصدير في عمل فني مختلف وسمي "معلق قسطرة قلب"، بهدف انعاش لذاكرة المكان و ما يحيط بالبيئة من خلال نسخ تفاصيل العمارة الهندسية في المنطقة الشرقية اخفائها واكتشافها مرة اخرى وابرازاً واستذكاراً لأحد البيوت بالخبر، وذلك من خلال تسليط الضوء عليه وتغطيته بالقصدير. يقول عبدالله العثمان ل "الرياض"، أن العمل جاء بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" من خلال موسم الإبداع "تنوين"، التي ينظمه "إثراء" في الفترة من 2 – 18 صفر 1439ه الموافق 11 – 27 أكتوبر 2018م. وقد تمكَّن العثمان من تغطية البيت كاملاً بالقصدير، وعن دوافعه للقيام بذلك قال: إن مادة القصدير مقاومة للتغير وحافظة له، وعملية التغليف هذه أشبه بقسطرة القلب التي تنعش هذا المكان، وهذا البيت الواقع في الخبر جذب الجمهور إلى المنطقة، مبينا أنه استمر في العمل الفني لمدة أسبوع. ونوه العثمان، إلى أن هناك مساعي لنقل التجربة إلى مدن سعودية أخرى باعتبار أن الفكرة تسعى إلى إحداث اختبار جماعي للناس في الشارع، إذ إن هذا التغليف سيثير كثيراً من الأسئلة حول هذا الشيء المغطى، فضلاً عن أن انعكاس أشعة الشمس بفضل القصدير، ما يعطي طاقة جديدة للمكان. عبدالله العثمان، شارك بالعمل الأول له وكان تغطية مبنى "رباط الخنجي" في جدة، الذي له أكثر من 200 سنة، وهذا الموروث الواقع في حارة الشام بمنطقة جدة التاريخية، الذي بناه الشيخ محمود محمد قاسم الخنجي عام 1813 م، وتبلغ مساحته 435 متراً مربعاً، ويتكون من طابقين، ويحتوي على 19 غرفة، ويعتبر الرباط نموذجاً للعمارة الإسلامية، وقد أدخلته أمانة مدينة جدة ضمن المباني الأثرية التي يجب الحفاظ عليها، ويجري العمل على تحويله إلى مركز فني، يجذب الجمهور إلى المنطقة التراثية ليستكمل دوره في خدمة المجتمع بشكل آخر. وأرجع سبب اختياره "رباط الخنجي" إلى ما له من دور تاريخي بارز في المجتمع، إذ كان مأوى للحجاج والمعتمرين وعابري السبيل، وسكناً للفقيرات، وبالتالي اختيار هذا المكان نابع من أهمية العودة إلى هذا الإرث العظيم والطراز المعماري، والحاجة إلى البحث عن تاريخنا. وشارك العثمان بالعمل الأول في حفل اليونسكو العام الماضي وفي هيئة الاممالمتحدة، وسيشارك بهذه الأعمال في معرض المتحف الوطني في لندن بعد أسبوعين.