دخل قانون مكافحة التحرش وعقوباته في المملكة حيّز التنفيذ، وذلك بعد نشر القانون في الجريدة الرسمية يوم الجمعة 23/09/1439ه، وفقاً للمادة الثامنة من النظام، وبحسب ما أعلنته النيابة العامة عبر تغريدة في حسابها الرسمي ب "تويتر"، بعدما كان مجلس الوزراء قد وافق مؤخراً على إقرار النظام. وفي هذا الشأن، قال الباحث السعودي فهد عبدالله حسن معافا، المبتعث من كلية الملك فهد البحرية لنيل درجة الدكتوراه في الجامعة الوطنية الماليزية UKM في نظم أمن المعلومات، أن تداعيات الجريمة الإلكترونية تشكل مصدر قلق عالمي خطير، وأن المملكة هي واحدة من العديد من البلدان التي تعاني من الجريمة الإلكترونية، وأن كثيراً من مستخدمي الإنترنت في المملكة واجهوا جرائم إنترنت. جرائم الإنترنت في تزايد وأضاف معافا: أن جرائم الإنترنت تتزايد في جميع أنحاء المجتمع السعودي، والحماية من التهديدات الإلكترونية هي تحدٍ إداري مستمر للمنظمات، وقدر التقرير الرسمي السعودي أن أكثر من 3.6 ملايين شخص سقطوا كضحايا للجرائم الإلكترونية مما يجعلهم يدفعون 0.5 مليار دولار أميركي في السنة. وتعتبر جريمة التحرش الإلكتروني أحد أنواع الجرائم الإلكترونية، وتشير التقارير الرسمية للجرائم الإلكترونية التي تصدرها السلطات الحكومية، والمتخصصة في الجوانب الأمنية للمعلومات والجرائم الإلكترونية، إلى وجود ارتفاع حاد في نسبة الجرائم الإلكترونية، لا سيما جرائم الابتزاز الإلكتروني، مؤكداً أن الجريمة الإلكترونية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء المملكة، حيث ارتفع المعدل بنسبة 57 % في العام 2014 مقارنةً بالعام 2013، وتشكل الحماية من التهديدات الإلكترونية تحديًا إداريًا مستمرًا للمنظمات. أضرار التحرش الإلكتروني وأكد الباحث أن هناك مشكلة خطيرة تستحق التحقيق بسبب عدم وجود دراسة تشخيصية تركز على التحرش الإلكتروني في المملكة، وهي أن التحرش الإلكتروني يخلق بعض الانعكاسات الأخلاقية في المجتمع مثل العلاقات غير القانونية، والصور الإباحية، والسرقة، والكذب، إلخ..، وفي الجانب الاجتماعي، يؤدي التحرش الإلكتروني إلى تفكك الأسرة مثل طلاق الأزواج وتسرب التعليم من المدرسة والجامعة. أما في الجوانب الاقتصادية والمالية، هناك مشكلات فردية واجتماعية بسبب هذه الجريمة، فالمملكة هي واحدة من أكثر البلدان التي تأثرت بهذه المعضلة، بسبب ثقافتها الاجتماعية المحافظة، وذكرت التقارير الرسمية أن الحكومة تنفق ملايين الدولارات سنوياً للحد من المضايقات الإلكترونية والتسلط عبر الإنترنت، بالإضافة إلى المطاردة الإلكترونية بين الشباب. التحرش عبر الإنترنت ويضيف معافا: أن التحرش عبر الإنترنت هو المضايقة التي تحدث في الفضاء الإلكتروني باستخدام تقنيات الاتصالات الإلكترونية، وتشمل هذه التقنيات الأجهزة والمعدات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، بالإضافة إلى أدوات الاتصال بما في ذلك مواقع الشبكات الاجتماعية والرسائل النصية والدردشة ومواقع الويب. وتقع العديد من الإجراءات تحت مظلة التحرش الإلكتروني، فهناك أنواع رئيسة من التحرش الإلكتروني ومنها، التحرش الإلكتروني الجنسي بأنواعه، والتحرش العنصري والعرقي الإلكتروني، والبلطجة الإلكترونية بأنواعها، والمطاردة الإلكترونية، والمضايقة الإلكترونية الدينية أو المذهبية، فضلاً عن التحرش الإلكتروني السياسي. فهد معافا