أعوام ونحن نسمع عن فوائد تقنية خط المرمى وضرورة وجوب تطبيقها، لإنصاف الفرق المتضررة، ولعل أهم الحالات التي جعلت الجميع يؤمن بوجوب تطبيق هذه التقنية هو ما تعرض له المنتخب الإنجليزي من ظلم واضح أمام المنتخب الألماني في مونديال 2010 عندما لم يحتسب الحكم هدفاً واضحاً للنجم الإنجليزي لامبارد، إذ تجاوزت الكرة خط المرمى بأكثر من متر ولم يحتسب الهدف. وبعد نقاشات كثيرة وتوصيات أكثر، اقتنعت بعض الاتحادات بتطبيق هذه التقنية وبالفعل تم تطبيقها في بطولات مختلفة، وكانت النتائج مميزة إذ استطاعت هذه التقنية القضاء على الأخطاء التي تخص تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه. والتقنية التي نتحدث عنها هي تقنية الفار (VAR) وهي اختصار Video Assistant Referees وتعني وجود حكم مساعد بالفيديو يساعده حكمان آخران، يعملون على تقديم المشورة لحكم الساحة إذا احتاجها، وذلك بمتابعة الإعادات بالفيديو للحوادث التي تضع الحكم في حالة شك، ويتكون الفريق من حكم حالي أو سابق ويكون هو حكم الفيديو الرئيسي، وحكم مساعد له وآخر لتشغيل الإعادات، إذ يتواجدون في غرفة عمليات الفيديو التي تتواجد بها شاشات عدة تعرض الحدث من زوايا مختلفة. وبعد أن كانت المناداة بهذه التقنية لحل معضلة تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمها، أصبح يستعان بتقنية الفار في أربع حالات هي: الأهداف وما يؤدي لها من أحداث كتجاوز الكرة لخط المرمى – ركلات الجزاء – البطاقات الحمراء التي تمنح بشكل مباشر – الخطأ في منح الكرت للاعب آخر غير اللاعب المقصود بالعقوبة. وتتم مراجعة القرار بطريقتين، الأولى أن يطلب الحكم التأكد من قراره، والثانية أن يقوم فريق الفار بالتحدث مع الحكم عن طريق سماعات الأذن وتوصيته باتخاذ قرارٍ ما في حال لاحظ حكم الفيديو وجود خطأ واضح لم يلحظه حكم الساحة. وهناك ثلاثة خيارات للحكم عند استخدام هذه التقنية، الأولى أن يستمع لنصيحة فريق الفيديو ويلغي قراره ويتخذ الإجراء اللازم للحادثة التي لم يلحظها، الثانية أن يذهب بنفسه لخط التماس ويشاهد الإعادة للتحقق من صحة القرار، والثالثة أن يتمسك بقراره ولا يستجيب لتقنية الفار. وبعد أن طبقت هذه التقنية في كأس العالم 2018 وما صاحبها من أخطاء وأهواء للحكام، أثرت في كثير من القرارات، آمل أن يقتصر عملية تقنية الفار على قرارات تجاوز الكرة لخط المرمى والتسللات فقط، لنضمن ابتعاد العنصر البشري وعواطفه عن التدخل في تقنية الفار التي استخدمت لتقليل الظلم وليس لمضاعفته.