أكد مدير الجامعة الإسلامية د.حاتم بن حسن المرزوقي أنه سيتم الانتهاء بشكل نهائي من مشروع المدينةالرياضية المتكاملة العام المقبل، وأن الجامعة تعمل على إنشاء كليات جديدة سيتم الإعلان عنها قريباً بجانب هيكلة وتطوير لعدد من الكليات الحالية، مشدداً على أن الجامعة تعمل على تعزيز الوسطية والاعتدال والحوار ونبذ العنف والتطرف من خلال مناشطها المتنوعة ومتطلباتها الدراسية المؤصلة للقيم الإسلامية والحضارية. جاء ذلك في حوار أجرته "الرياض" معه، تحدث خلاله بشفافية عن جملة من الملفات كالتوسع في القبول، والفرص الوظيفية في الجامعة، والاهتمام بسوق العمل، وازدحام القاعات بالطلاب، والفعاليات الموجهة للمجتمع المدني، إضافةً إلى ملابسات قرار سحب مشروع مركز المؤتمرات، وعدم وجود مقر دائم لمعرض الكتاب رغم مضي ثلاثة عقود على نسخته الأولى، وتحدث أيضاً عن المهرجان الفريد من نوعه والمختص بالثقافات والشعوب، وفيما يلي نص الحوار: كليات جديدة * تم إنشاء ثلاث كليات علمية مؤخراً، فهل ستتم زيادتها بكليات جديدة كالطب مثلاً؟ o تجري حالياً مراجعة وهيكلة عدد من الكليات، ونعمل على استحداث كليات جديدة -بإذن الله- سيعلن عنها في حال تم اعتمادها، ودعني أوضح أنه أصبح للعديد من الكليات مجالس استشارية يمثلها عدد من الخبراء وأصحاب المهن أو المعنيين بالتوظيف يشاركون في مجالس الكليات، ويساهمون في مراجعة وبناء خططها الدراسية ومقرراتها بما يتطلب سوق العمل، لذلك أصبح لدينا العديد من الكليات تضم مجالس استشارية وخبراء من داخل الجامعة وخارجها. o أشرتم إلى سوق العمل وارتباط التخصصات به، كيف يمكن أن تسهم الجامعة في ذلك؟ o تركيز البرامج على المهارات أكثر مما سبق، فبالإضافة إلى المعارف التي يكتسبها الطالب أصبحت توصيفات البرامج والمقررات تركز على الجانب المهارى للطلاب ليحملوا مع المعارف المهارات اللازمة لذلك التخصص ولمتطلبات سوق العمل. وسطية واعتدال * هل مقرارات الجامعة اليوم تعزز منهج الوسطية والاعتدال؟ * تم استحداث العديد من المقرارات في برامج "البكالوريوس" منها ما هو متطلب جامعي كمادة قيم إسلامية والتي من خلالها ننشر مبادئ الإسلام من العدالة والوسطية والاعتدال والحوار وترسيخ هذه المبادئ لدى طلاب الجامعة، إلى جانب إضافة مقرارات تتعلق بالحضارات تسلط الضوء على تاريخ الحضارات والثقافات، مع ربط ذلك بالحوار. * ماذا عن التوسع في قبول الطلاب؟ * نسبة القبول في الجامعة عالية، حيث نتوقف عند نسبة مرتفعة في المسار الشرعي والعلمي، مع ملاحظة أن المقاعد كثيرة في الجامعة، وهذا يفسره أننا جامعة تتجه إلى أن تكون للنخبة المتميزة؛ لتحقيق أهدافها ورسالتها ورؤيتها وهذا أمر مهم يجب التأكيد عليه. * المدينةالرياضية أنشئ جزء منها، متى سيتم استكمالها؟ * العمل في المدينةالرياضية يجري بشكل جيد، وهي بحسب البرنامج الزمني المعد مسبقاً، وقد تم افتتاح بعض أقسامها، وسيتم الانتهاء من جميع المرافق العام المقبل -بإذن الله-. تعثر المقاول * لماذا توقف مركز المؤتمرات إنشائياً؟ * للأسف تعثر المقاول في استكمال عقد الإنشاء، لذا قامت الجامعة بسحب المشروع وجار إعداد المواصفات والشروط لطرحه في منافسة عامة. * هل سنرى مقراً دائماً لمعرض الكتاب والثقافات بدلاً من الخيمة المتنقلة؟ * العمل مستمر على تصميم مقر دائم للمعرض وسيتم طرحه في منافسة عامة فور انتهاء التصميم والبد في الإنشاء. * ما جديد الأنشطة الثقافية الموجهة لأهل المدينة؟ * هناك فعاليات متنوعة لمجتمع المدينةالمنورة وملتقيات من أهمها مهرجان الثقافات والشعوب وقد بلغ عدد الزائرين أكثر من 70 ألفاً، وجل المستفيدين هم من مجتمع طيبة الطيبة، كما تنظم الجامعة لقاءات شبابية، وهذا العام شارك أكثر من 400 شاب من أبناء المنطقة، وكذلك معرض الكتاب وهو مفتوح للزائرين، وهذه العام الأول التي يشرع أبوابه للأفراد والعائلات سوياً، وتخطط الجامعة لفتح المكتبة المركزية للزوار، كما أنها تسعى لإقامة ملتقى الرحالة وهي مبادرة موجهة للشباب. فرص وظيفية * هل هناك فرص وظيفية تتوافر للراغبين في الالتحاق بالجامعة الإسلامية سواء على وظائف أعضاء هيئة التدريس أو الوظائف الأخرى؟ * الجامعة الإسلامية أتاحت فرصاً للتوظيف ومازالت أبوابها مفتوحة، بيد أنها تحرص على أن يكون عضو هيئة التدريس أو الموظف الإداري من المتميزين ومن الكفاءات الوطنية التي تقدم إضافة جديدة للعمل الأكاديمي والإداري بالجامعة، لهذا أطلقت الجامعة مبادرة لاستقطاب الكفاءات بهدف رفع مستوى جودة العملية التعليمية، والوفاء باحتياجات الجامعة من الكفاءات الأكاديمية والإدارية عبر استقطاب الكفاءات المتميزة، في المقابل أطلقت الجامعة أيضاً مبادرة كفاءات وهي تعنى باستقطاب الكفاءات الوطنية للعمل في المجال الإداري، وتعمل الجامعة باستمرار على إجراء الاختبارات والمقابلات الشخصية لترشيح المتميزين وإلحاقهم بالعمل حسب الاحتياج. * يثار بين الحين والآخر موضوع ازدحام القاعات بالطلاب، ما هو السبب؟ * الجامعة تقبل طلابها سنوياً وفق الطاقة الاستيعابية المحددة من قبل الكليات والمعتمدة من مجلس الجامعة ولا يزاد على العدد المقترح، والطلاب يختارون كلياتهم حسب رغباتهم فيتجهون لكلية دون أخرى وفق ما يطلبه سوق العمل أحياناً أو رغباتهم الخاصة، وبشكل عام فإن العدد مناسب ونتابع أي مستجدات ونوفر المقاعد بحسب الحاجة المستقبلية. بيئة تعليمية * ماذا عن البيئة التعليمية للجامعة؟ * فيما يتعلق بالبيئة التعليمية تم تجهيز عدد من القاعات الدراسية بالأجهزة الذكية والتي يستطيع من خلالها عضو هيئة التدريس التفاعل الإلكتروني مع الطلاب أثناء الدرس، وتم أيضاً رفع كافة مقرارات برامج "البكالوريوس" إلكترونياً، فالمحتوى لهذه المقرارات أصبح معداً وجاهزاً للاستفادة منه إلكترونياً عبر نظام خصص لذلك في الجامعة بمسمى نظام "زدني"، وهو نظام تفاعلي بين الطالب والأستاذ يستطيع أن يتواصل معه ويجد المحتوى العلمي الذي يريده للمقرر. * حصلت الجامعة على الاعتماد المؤسسي، ما الخطط المستقبلية لها في هذا الاتجاه؟ * نتجه الآن نحو الاعتماد البرامجي وتهيئة كافة البرامج لتناسب ذلك، وبدأنا بإطلاق مشروع لتطوير ومراجعة وتحديد كافة برامج البكالوريوس في كليات الجامعة، وقد أصبحت متطلبات التخرج لدينا في الجامعة تعتمد على: استكمال الخطة الدراسية وفق لائحة الدراسة والاختبارات، استكمال عدد من الوحدات التدريبية التي يقرها كل برنامج حسب الاختصاص، إضافةً إلى إتمام الخبرة الميدانية. * هل هناك تغيير في الخطط الدراسية بناء على ذلك؟ -أصبح للخطط الدراسية لدينا سقف أعلى لعدد الساعات لا تتجاوز 160 ساعة معتمدة لتتيح الفرصة لطالب الجامعة للالتحاق بالبرامج التعليمية والمهارية التي توفرها الجامعة خارج أوقات الدراسة، وشمل التطوير جميع الكليات بما فيها العلمية فقد قمنا بتحديث ومراجعة السنة التحضيرية ومراجعة مقراراتها، بكالوريوس الرياضيات والكيمياء والفيزياء وتمت أيضا إعادة النظر فيها وتطويرها، بكالوريوس الحاسب الآلي بمختلف تخصصاته، وتمت مراجعة بكالوريوس الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وسنشرع في إطلاق بكالوريوس الهندسة الصناعية -بإذن الله-، ونتيجة للإقبال العالي على الجامعة من مختلف دول العالم، تم رفع النسبة الموزونة للقبول بما يحقق درجة عالية من التنافس بين الطلاب للحصول على مقعد في الجامعة. رسالة وأهداف * أعلنت الجامعة عن تطوير لجميع الكليات، ومنها كلية الدعوة وأصول الدين، فما لدى الجامعة في هذا الشأن؟ * الخطة شاملة، وقد تمت إضافة مواد جديدة تتناسب مع رسالة الجامعة وأهدافها في نشر الإسلام الصحيح القائم على الوسطية والحكمة والعدل، كمقرر خصائص أهل السنة ووسطيتهم، ومقرر دراسات في السنة والبدعة، ومقرر عن الحضارات، ومقرر اعتقاد الأئمة الأربعة، إضافةً إلى مقرر جديد بعنوان التدوين في العقيدة، ويعنى ببيان جهود العلماء في التأليف في العقيدة والأديان ومميزات كل قرن من قرون الأمة في التأليف وبيان تنوع المصنفات في العقيدة. * خصوصية الجامعة تتكئ على وجودها في المدينةالمنورة وجوارها للمسجد النبوي الشريف، هل هناك مناشط تستلهم هذه المكانة؟ * نعم.. الجامعة ركزت على القيم الإسلامية السمحة من خلال تنمية الوعي العام بمكارم الأخلاق، وضرورة الارتقاء به، وتعزيز الحس الوطني والشعور بالانتماء إلى أمة واحدة، ومن المناشط الأخيرة مسابقة جيران الرسول صلى الله عليه وسلم التي هدفت لنشر 30 قيمة خلال الشهر الفضيل من بينها التسامح والوسطية والتعايش وقبول الآخر والاحترام والإتقان والتعاون والإبداع، وفي ذلك تعزيز للعادات الحسنة وتقليص من السلوكيات الخاطئة في المجتمع. دعم واهتمام * هل من كلمة أخيرة؟ * في الختام أود أن أؤكد مجدداً أن ما حققته الجامعة من نجاحات وإنجازات منذ تأسيسها وحتى الآن يأتي بفضل الله ثم بالدعم والاهتمام الذي تحظى به من ملوك المملكة منذ عهد الملك سعود -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-، وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، وبإشراف مباشر من وزير التعليم د.أحمد العيسى الذي يلمس ما تحققه الجامعة من نجاحات تزاحم بها العديد من الجامعات المتقدمة. ..وهنا متحدثاً للزميل الزايدي «عدسة- عبدالجبار بخش» مهرجان الثقافات والشعوب سجل نجاحاً بارزاً