باعتبارها أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين في العالم، تقدم إندونيسيا مجموعة متنوعة من الطقوس، وكذلك الاحتفالات الحيوية، احتفاءً بقدوم شهر رمضان المبارك، حيث تعم الفرحة القلوب، وتبتهج المساجد بالآلاف من المصلين ولا سيما في صلاة التراويح، التي يحرص عليها الرجال والنساء والأطفال أيضا. وقال محمد سلطان نصيرا إننا ننتهز فرصة هذا الشهر الكريم ليتصالح المتخاصمون، ويتسامح المتشاحنون ويتناسوا ما وقع بينهم من خلاف، ويتم عقد حفلات التصالح تلك في المساجد، ويشرف على ترتيب مجالس الصلح وجهاء الناس وعلماؤهم. كما يحرص الإندونيسيون خلال هذا الشهر على تبادل الهدايا والأطعمة بين الأهل والجيران لتزيد روابط المحبة بينهما، وتتزين الشوارع بشعارات رمضانية ومصابيح خاصة في بعض المناطق، ويتم تنظيف المصالح العامة والمساجد ومجالس العلم للتهيئة للأنشطة الرمضانية. وذكر نصيرا أن من أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها مسلمو إندونيسيا طعام يسمى أبهم؛ وهو نوع من الحلوى أشبه ما يكون ب الكعك، ويقدم التمر إلى جانبه، ويعد الأرز الطعام الرئيس في إندونيسيا، حيث يؤكل مسلوقا أو مقليا. ويطهو الإندونيسيون طعامهم في حليب جوز الهند والزيت. وأوضح نصيرا أن من المظاهر الرمضانية هناك أنه عند دخول وقت الصلاة خاصة الفجر أو المغرب يتم الدق على الطبول، إذ تقرع قبل وقت الأذان ثم يرفع الأذان عبر مكبرات الصوت. ومن أشهر المساجد في إندونيسيا مسجد رابا، ومسجد الشهداء، ومسجد بيت الرحيم، وتتزين المساجد والبيوت طوال الشهر بالفوانيس المزخرفة، وعادة ما يستيقظ الإندونيسيون على تنبيه المسحراتي الذي يجوب الشوارع والأزقة، وينتقل من بيت لآخر لإيقاظ النائم وتنبيه الغافل لتناول طعام السحور، ووظيفة المسحراتي من الوظائف المهمة خلال الشهر الكريم؛ حيث ينام الإندونيسيون في وقت مبكر من الليل، ونادرا ما توجد بينهم عادة السهر، لذلك يحتاجون لمن يوقظهم.