التقى الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمّر في الرياض، مع وفد الفاتيكان برئاسة نيافة الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار، وعضوية البشوب ميغيل إيوسوا، والأب خالد عكاشة، حيث تم في هذا الاجتماع استعراض مسيرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وقال ابن معمر: إن زيارة نيافة الكاردينال توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان والوفد المرافق له إلى المملكة، واستقبال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، تأتي تأكيدًا على أهمية الدور القيادي العالمي الذي تقوم به المملكة؛ لترسيخ قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومكافحة التطرّف والإرهاب. وأكد أن المملكة صاحبة المبادرة في تأسيس المركز العالمي للحوار في فيينا بالشراكة مع جمهورية النمسا، ومملكة إسبانيا، وعضوية الفاتيكان كعضو مؤسس مراقب وقد أسفرت هذه الشراكة عن تأسيس مركز دائم للحوار وإقامة مشروعات مشتركه لتعزيز المشترك الإنساني في مناطق متعددة من العالم، وخصوصًا ما يساهم في تعزيز التعايش واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشتركة في مناطق متعددة من العالم بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم، وقد حقق المركز نجاحات متعددة لإنشاء منصات للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا وفِي الدول العربية. من جانبه، أثنى نيافة الكاردينال جون لويس توران على التاريخ العميق بين مركز الملك عبدالله للحوار في فينا والفاتيكان والدور الريادي الذي قامت به المملكة لتأسيس المركز كمنظمة دولية للحوار العالمي، مضيفاً: "لقد أصبحنا الآن أكثر من مجرد أصدقاء، بل نحن إخوة؛ وأعتقد أنه ينبغي أن نظهر التعايش والعمل وبناء العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، وهو أمرٌ أراه ممكنًا". وقال نيافته: "إذا نظرنا إلى التاريخ، عندما عاش المسلمون والمسيحيون في وئام، فإن العالم قد تغير وخلق حضارات عظيمة، والآن علينا أن نعرض ونعلم الجيل الشاب أن التعددية ليست تهديداً بل هي ثراء". وأشار الأسقف إيوسو، إلى تعاون الفاتيكان مع المركز في فيينا على مدى السنوات الخمس الماضية، قائلاً: "لقد شاهدت من خلال الأنشطة المختلفة على مستويات مختلفة وفي مختلف القارات، ومنصاته المميزة الأربعة؛ للمساهمة في العيش المشترك ومكافحة التطرف والكراهية، وتأسيس إطار عمل بغية تعزيز التفاهم واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشترك"، مشيرًا إلى أننا نتعاون جميعاً على العمل معًا في تأسيس شبكة من المنظمات والهيئات التي تتواصل وتنسق وتعمل مع بعضها البعض حتى نتمكن من تحقيق عالم أفضل.