ودعت الساحة الرياضية هذا الأسبوع نجم الهلال والوحدة الأسبق عبدالكريم صالح المسفر الشهير بلقب «كريّم» عن عمر يناهز 78 عاماً ووافته المنية فجر الاثنين الماضي بعد معاناة مع المرض وأُديت الصلاة عليه في الحرم المكي الشريف ووري الثرى بمقبرة الشهداء في الشرائع. والنجم الراحل كان أحد رموز جيل عمالقة الهلال وفرسان مكةالمكرمة في فترة الثمانينات الهجرية إذ جاء للهلال من الوحدة للدراسة الجامعية في العاصمة الرياض والتحق بصفوف الفريق الأزرق ولمع اسمه سريعا فكان أحد نجوم الهلال في عصره الذهبي وصناع المجد الازرق ببطولتي كأسي الملك وولي العهد عام 1384ه في موسم لافت قدم كريّم فيه أجمل عطاءاته وإبداعاته مع الهلال باللقبين كأول فريق في تاريخ أندية العاصمة يجمع اللقبين معا في عام واحد، وثاني نادٍ على مستوى المملكة بعد الاتحاد بطل كأسي الملك وولي العهد 1383ه . ثلاثة مواسم مع الهلال بيد أنه لم يكمل دراسته واضطر في عامه الثالث مع الهلال للعودة إلى مكةالمكرمة والالتحاق مجددا بفريق الفرسان ليسهم بعد ذلك في تحقيق آخر كأس للملك أحرزه الفريق الوحداوي في تاريخه عام 1386ه وكل تلك النجاحات الذهبية للنجم الراحل مع الناديين تحققت في غضون ثلاثة مواسم فقط . المؤرخ المالكي: نجمٌ لا يتكرر ويقول المؤرخ الرياضي المعروف عبدالله جارالله المالكي في حديث لصفحة نجوم الأمس : «انتقل الكابتن كريّم المسفر «رحمه الله» في بداية مشواره الرياضي من نادي التضامن بالطائف إلى نادي الوحدة بمكةالمكرمة عام 1379ه ولعب في مركز الوسط الأيمن ثم انتقل للهلال قبل انطلاقة موسم 1383ه ومثَّله بعد ذلك في نهائي كأس الملك 1384ه أمام الاتحاد الذي خسر المباراة بركلات الترجيح 1/3 . كما لعب المسفر في صفوف الهلال بنهائي أول كأس لولي العهد حققه الهلال بتاريخه في نفس الموسم أمام فريقه السابق «الوحدة» الذي خسر المباراة بنتيجة 3/4 . أربع نهائيات هلالية وحداوية ثم عاد كريّم الى الوحدة وارتدى شعاره منذ عام 1385ه وحتى نهاية موسم 1394ه ومثَّل الفرسان بنهائي كأس الملك أمام الاتفاق 1386ه ويومها فاز الوحدة 2/0 ومثَّل الفرسان أيضا بنهائي كأس الملك أمام الأهلي 1390ه لكن الوحدة خسر المباراة 0/2 . مثَّل المنتخب في باكستان وعلى مستوى المنتخب ارتدى النجم الراحل الشعار الأخضر أول مرة في دورة الصداقة التي أُقيمت في باكستان عام 1966م . وأضاف المالكي: في عام 1415ه كرَّم نادي الهلال 37 من نجومه القدامى وكان من ضمنهم اللاعب كريم المسفر . وقد اتجه الفقيد بعد اعتزاله اللعب وهو مربٍ فاضل للإشراف على الفئات السنية بنادي الوحدة فكان نعم المعلم القدير» . الخراشي: كريّم عملة نادرة أما لاعب الهلال السابق والمدرب الوطني القدير محمد الخراشي فيقول عن النجم الراحل: «تربطني بكريّم المسفر رحمه الله صلة قرابة عائلية وهذا ما جعلني أتعرف عليه عن قرب ولم أجد منه إلا كل محبة وتقدير واحترام إذ كان من نوعية اللاعبين المثاليين القلة في ملاعبنا أمثال المصيبيح والشلهوب وغيرهم وقد عمل موجهاً تربوياً ثم مديرا لثانوية العزيزية بمكةالمكرمة ولزم الحرم المكي الشريف في السنوات العشر الأخيرة من عمره . تاريخٌ مرصع بالبطولات وأضاف: «كان «رحمه الله» واحدا من رموز الكرة السعودية ونجماً كبيراً رحل تاركا وراءه تاريخاً مشرفاً ومرصعاً بالبطولات والميداليات الذهبية سواء مع الهلال أو الوحدة ولعب مع الجيل الذهبي الهلالي إلى جانب مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي وصالح أمان وسالم إسماعيل والحارس عبدالله سوا وحميد جمعان وسعيد بن يحيى ونبيل الرواف وعبدالله الرزقان وزين العابدين مصطفى والكبش . نجم في عصر الوحدة الذهبي كما لعب مع كبار نجوم الوحدة في عصره الذهبي مع عبدالرحمن الجعيد وسعيد لبان ولطفي لبان وحسن دوش وحسني باز ومحمد لمفون ومحمد الفايز وعلي داود وأسعد ردنة وصبارا وعبدالله أبو يمن وحامد عباس ومحمود زرد وسليمان بصيري وبقية نجوم الفرسان . وحقيقة كان المسفر خارج الملعب تماماً كما كان داخله رجلًا بمعنى الكلمة يجبرك على احترامه بخلقه الرفيع وتعامله المثالي ولا تسمع منه إلا كل ما يسرك رحمه الله». النجم الراحل كريّم في صورة حديثة بوستر صور قديم يجمع المرحوم كريم المسفر مع بقية نجوم الهلال ابطال كاس الملك 1384ه ( أرشيف: محمد الخراشي)