يقف مهاجم النصر محمد السهلاوي في مفترق طرق، بين العودة إلى سابق عهده في التألق ومصادقة الشباك، أو مواصلة الأفول عن عالم النجومية والحضور المقنع في المباريات، بعد أن شهد مستوى اللاعب انخفاضاً حاداً في الأعوام الثلاثة الأخيرة حتى هذا الموسم، الذي يشهد هبوطاً واضحاً في مستوى الثقة بين اللاعب وجماهير فريقه. محمد السهلاوي فرض اسمه كمهاجم هداف في النصر منذ انتقاله الشهير إليه قادماً من فريقه السابق القادسية 2009، وكان علامة فارقة في الهجوم الأصفر في موسمي العودة النصراوية إلى واجهة البطولات 2014-2015، ومنافساً بارزاً في قائمة الهدافين في الدوري، واستطاع منذ انضمامه للنصر قبل ثمانية مواسم تسجيل أكثر من 100 هدف في مسابقة الدوري فقط، إضافة إلى تألقه اللافت مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018 وآسيا 2019، مسجلاً 18 هدفًا توجته هدافاً تاريخياً للتصفيات ب 18 هدفاً وبات كذلك أفضل مهاجم سعودي يسجل في مباريات متتالية إذ سجل في سبع مباريات 13 هدفاً وانتهت جميعها بالفوز للمنتخب السعودي. وعلى الرغم من وجود السهلاوي هذا الموسم في سلم الهدافين بتسجيله تسعة أهداف منها خمسة من نقطة الجزاء، إلا أن تلك الأهداف التسعة لم تكن كافية لاستعادة اللاعب توهجه وثقة المدرجات الصفراء في قيادة الهجوم الأصفر، بعد أن ظل ثابتاً فيه منذ انتقال المهاجم السابق سعد الحارثي إلى الهلال في موسم 2012، وابتعاد المهاجم السابق أيضاً ريان بلال بعده إلى التعاون، ما منح السهلاوي الفرصة الكافية لاحقاً حتى في ظل تواجد المهاجمين الأجانب، قبل أن ينحدر مستواه منذ 2016 وحتى الآن، في مؤشر سلبي على تراجع عطاء اللاعب، الذي لم يعرف الجلوس على دكة البدلاء إلا في مباريات نادرة. غياب السهلاوي في هذا التوقيت الحاسم يمثل عاملاً مؤثراً ليس على فريقه النصر فقط، بل يمتد التأثير إلى المنتخب السعودي، الذي يكثف تحضيراته لمشاركة عالمية في مونديال روسيا الصيف المقبل، في ظل غياب المهاجمين المتميزين على مستوى الدوري، وهو ما تكشفه قائمة الهدافين، التي كان يتصدرها مهاجم الأهلي عمر السومة لوقت قريب بتسجيله لعشرة أهداف، على الرغم من غيابه بداعي الإصابة لمدة تجاوزت شهرين وحتى الآن، ما يولد التوجس لدى الجهاز الفني للمنتخب السعودي، من استمرار أفول المهاجمين السعوديين قبل بداية المونديال، المقبل وصعوبة توفر الخيارات أمام مدرب "الأخضر". على السهلاوي مراجعة حساباته سريعاً في هذه الفترة الحرجة، والوقوف على مسببات انخفاض مستوياته، وإهداره لأسهل الفرص المتاحة أمام المرمى، بعد أن كان يسجل من أنصافها، وتلمس طريق العودة إلى سابق عهده كعلامة فارقة في خط الهجوم، إذ إن التاريخ لا يرحم من يغيب عن ذاكرة التألق في الملاعب، ولن يبقى للاعب سوى أطلال الماضي، وحتى الجماهير سيتوقف دعمها لأي لاعب مهما كانت نجوميته السابقة، عندما يتوقف به العطاء والتوهج، وستتجه إلى لاعبين آخرين، تعول عليهم في نثر الفرح، والمساهمة في صناعة الانتصارات والمنجزات.