خرّجت جامعة الإمام منذ تأسيسها قبل عقود من الزمن، أعداداً كبيرة من المعلمين وأساتذة الجامعات والقضاة، كما أطلعت الجامعة منذ نشأتها بدور أساسي في مسيرة التعليم والتنمية في المملكة، فجامعة الإمام أخذت على عاتقها العناية بلغة القرآن وبالعلوم الشرعية والتربوية والاجتماعية، وشمل تأثيرها الإيجابي مناطق المملكة من خلال كلياتها ومعاهدها العلمية، المنتشرة في مناطق المملكة، كما امتد تأثيرها إلى خارج حدود المملكة من خلال معاهدها العلمية المنتشرة في العديد من دول العالم. وتفردت جامعة الإمام بتصديها للفكر الضال والمروجين له، والساعين في ركابه من دعاة السوء والحزبية، الذين ترعاهم جهات خارجية فشلت بفضل الله ثم بجهود المخلصين من أبناء الوطن في تحقيق أهدافها. لقد ركزت الجامعة جهودها في التحذير من دعاة الغلو والتشدد، وحذرت من الوقوع في حبائل تلك الفئات من خلال مناهجها الدراسية، التي تدرس في أكثر من سبعين معهداً علمياً أو في عشرات الكليات العلمية والشرعية. واستكمالاً لهذه المسيرة تحتضن جامعة الإمام هذه الأيام مؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب، الذي يهدف إلى إبراز جهود المملكة في توعية الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والأحزاب والجماعات، وتعزيز دور الجامعات السعودية في توعية الشباب، وإبراز جهود جامعة الإمام في حماية المجتمع والشباب السعودي من الجماعات والأحزاب والانحراف، وتعريف الشباب السعودي بواجبهم الشرعي نحو وطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، وحماية الشباب السعودي وتوعيتهم من خطر التحزب والتكفير والإلحاد والخروج على ولاة الأمر. كما تنظم الجامعة هذا العام، مؤتمراً دولياً عن جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. إضافة للعديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية التي نظمتها الجامعة أو التي يجري التجهيز والإعداد لإقامتها خلال العام الدراسي الحالي، والتي تنسجم أهدافها ومحاورها مع رؤية المملكة وتطلعات قادتها الكرام. ويعزو مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ما حققته الجامعة من تميز ونجاحات متواصلة إلى توفيق الله ثم ما تحظى به الجامعة من رعاية كريمة ومتواصلة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهم الله-. ويؤكد د. أبا الخيل أن جامعة الإمام باتت مضرباً للمثل في النجاح، ومطمحًا لطلاب العلم والباحثين، كونها صاحبة الريادة في العلوم التي تنطلق من كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أنها متميزة في نتاجها العلمي والأكاديمي والبحثي، ودأبت على بذل الجهود الحثيثة وتقديم الفعاليات المتنوعة وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، مشيراً إلى إسهامات الجامعة في واقع التنمية في هذا الوطن الغالي خاصة وفي بلاد المسلمين عامة. ويؤكد وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي د. محمد بن سعيد العلم، في هذا السياق أن جامعة الإمام سبّاقة في بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز أواصر التعاون مع المجتمع بكافة أطيافه وشرائحه. كما أنها تحوز في المناسبات الثقافية والعلمية الكبرى على شرف رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين * حفظهم الله – الأمر الذي يعزز دورها في خدمة العلم وأهله والمجتمع. ويثمن د. العلم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في دعم الجامعات السعودية عامة، وجامعة الإمام بشكل خاص، وهو ما أثمر نجاحات متتالية، جعلتها تتبوأ مكانة علمية مرموقة بين الجامعات في الداخل والخارج. في ذات الاتجاه يشير وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن، الذي يرى أن جامعة الإمام مميزة في نتاجها العلمي والأكاديمي والبحثي، وقد دأبت على بذل الجهود الحثيثة وتقديم الفعاليات المتنوعة وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، مشيراً إلى أن الجميع يشهد على مساهماتها في واقع التنمية في هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية خاصة وفي بلاد المسلمين عامة. ويؤكد سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة الدكتور محمود بن سليمان آل محمود أن جامعة الإمام تشرف بثقة ولاة الأمر حفظهم الله من خلال ما تحظى به من موافقات على تنظيمها للمؤتمرات الدولية المهمة، لاسيما التي تعنى بخدمة المجتمع وتوعية الشباب والتحذير من الأفكار الضالة والتيارات المتطرفة. وقد حققت بفضل الله في هذا المجال التميز والريادة بين الجامعات السعودية. من جانبه يشير وكيل الجامعة لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن الصغير إلى أن عناية الجامعة بالشباب تأتي من منطلق أنهم، عماد المجتمع ومستقبل الوطن في كل شؤون الحياة، ومن هنا فإنّ أي مخطط يستهدف زعزعة أي مجتمع يستهدف فئة الشباب في المقام الأول، ويتعدد هذا الاستهداف ويأخذ أشكالاً وأبعاداً مختلفة، منها ما يستهدف عقيدته وموروثاته الثقافية والفكرية بأفكار هدامة منحرفة تحيله إلى عنصر هدام، ومنها ما يستهدف استقراره الصحي وتوازنه النفسي والعاطفي، ولهذا فإن حماية الشباب من الانحرافات والأفكار والأحزاب مطلب شرعي منوط به جميع مؤسسات المجتمع وتأتي المؤسسات التعليمية والتربوية في مقدمة المؤسسات المطلوب منها تحقيق حماية الشباب وذلك لعظم مسؤولياتها ودورها الإستراتيجي القائم على إعداد المواطن الصالح، والعناية بعقله وتعزيز سلوكه وحمايته. ويشير وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة الدكتور عبدالله بن محمد الصامل إلى أن جامعة الإمام وبدعم كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، قد نجحت في تفهم احتياجات الشباب، وهي خطوة غاية في الأهمية خاصة ما يتعلق بأمورهم العلمية والفكرية والعقائدية، ذلك أن مرحلة الشباب هي المرحلة التي يخلق فيها الحد الأعلى من القدرة على المواجهة التي تصل إلى مستوى ليس التحدي فقط بل واستباق الاحتمالات والتغييرات. فالشاب جامح في فكره وفي مقدرته وحيويته في هذه السن والاحتواء والتفهم بصيغة متفق عليها تعد موجهاً ومعيناً في ترسيخ المبادئ والأخلاقيات كما تسهم في تفعل جوانب الشخصية السوية في مواجهة تحديات الحياة التي منها الانفتاح الحاد في قاعدة التلقي من الآخر. فيما يؤكد وكيل الجامعة لشؤون المطالبات الدكتور عبدالعزيز الهليل على الدور الحيوي المطلوب من الجامعات، خاصة فيما يتعلق بالتحذير من الحزبية وأهداف القائمين على بث أفكارها في أوساط الشباب، التي يهدف من خلالها أعداء الدين والوطن إلى بث روح الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وبين الراعي والرعية، وهو ما فشلوا في تحقيقه بحمد الله وفضله ثم بجهود الخيرين من أبناء الوطن. مضيفاً: لقد نجحت جامعة الإمام في التصدي للكثير من الشبهات والأحزاب والانحرافات الفكرية والعقدية، واستمرارها بفضل الله ثم بدعم الحكومة الرشيدة على هذا النهج المميز تحت إدارة معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل الذي قدم الكثير لهذه الجامعة العريقة. لقد أسهمت جامعة الإمام بأدوار وطنية كانت نتائجها محط إعجاب المراقبين والمهتمين بالتعليم وخدمة المجتمع، إضافةً لدورها الرئيس في مكافحة الفكر المتطرف، بل والتصدي لما يكال للمملكة من تهم باطلة بالإرهاب وذلك من خلال عقدها عشرات المؤتمرات، والندوات وورش العمل، والمحاضرات، سواء في مقر الجامعة أو في كافة مناطق المملكة، بل وفي خارجها، فقد دأبت الجامعة على إقامة المناسبات الثقافية والمؤتمرات العلمية والتوعوية لإيضاح دور المملكة الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، ودحض ما يروجه البعض عن مواقفها، وهو ما أثمر بفضل الله بشكل إيجابي واضح. لم تكتفِ الجامعة بفضل الله ثم ما تلقاه من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين بما تحقق، بل انطلقت على كافة المسارات سعياً لخلق نموذج للجامعة السعودية العريقة التي يستشهد بنجاحاتها وتميزها، فقد شهدت الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التحولات الإيجابية، ومن ذلك إنشاء العديد من الكليات العلمية ككلية الطب والهندسة وعلوم الحاسب الآلي وغيرها، فلم تعد الجامعة مقتصرة على تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية وإن كانت تمثل الأساس والمنطلق الذي تفخر به الجامعة، كما أنشأت العديد من مراكز البحوث والاستشارات التي قدمت وتقدم خدمات جليلة على المستويين: المحلي والدولي، ومن أمثلة تلك المراكز مركز حوار الحضارات، الذي نجحت الجامعة من خلاله في تقديم رؤيتها وترحيبها بالحوار الذي يمثل منهجاً أصيلاً تبنته المملكة في الداخل والخارج. لقد مثلت جامعة الإمام عاملاً مهماً في منظومة المؤسسات الحكومية في بلادنا التي سايرت ودعمت توجه المملكة في مخاطبة شعوب العالم وحكومته بلغة الحوار والتسامح المستمد من الدين الإسلامي الحنيف، فسخّرت الجامعة قدراتها المادية والبشرية وما تملكه من طاقات علمية هائلة؛ لخلق ثقافة الحوار بوصفه بديلاً عن العزلة والتطرف والانكفاء على الذات، فالحوار هو السبيل الوحيد للتواصل وتقريب الشعوب على رغم اختلاف أديانها وثقافاتها. ولم تغب الجامعة يوماً عن خدمة المجتمع، حتى غدت مضرب المثل في هذ الجانب، فمن خلال المركز الجامعي لخدمة المجتمع تقدم الجامعة عشرات الدبلومات والدورات العلمية والتدريبية التي ينخرط فيها الآلاف من المواطنين.