قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت اليوم السبت بالسجن المؤبد على الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك / 84 عاما/ في قضية قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011 والفساد المالي. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد أيضاً على وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في قضية الاشتراك في قتل المتظاهرين، وتمت تبرئة مساعديه مما نسب إليهم من تهم. وكانت بدأت صباح اليوم السبت في القاهرة جلسة النطق بالحكم على الرئيس المصري السابق حسني مبارك. واعلن رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت بدء الجلسة بعيد وصول مبارك (84 عاما) ممدداً على سرير طبي نقال. وكانت النيابة العامة طالبت باعدام مبارك بعد ان وجهت اليه اتهامات "القتل العمد" والفساد المالي. ووصل الرئيس المصري السابق على متن مروحية إلى مقر محكمة جنايات القاهرة التي ستصدر الحكم بحقه. ونقلت سيارة اسعاف الرئيس السابق من المروحية إلى القاعة التي دخلها على سرير طبي نقال، بحسب صور بثها مباشرة التلفزيون المصري. وكان جمال وعلاء مبارك، نجلا الرئيس المصري السابق وصلا في وقت سابق صباح السبت إلى قاعة المحكمة التي ستصدر الحكم عليهما في اتهامات بالفساد المالي، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. ووصل كذلك وزير داخلية مبارك حبيب العادلي وستة من كبار معاونيه إلى قاعة المحكمة داخل اكاديمية الشرطة بشرق القاهرة تمهيدا لبدء جلسة النطلق بالحكم، بحسب الوكالة. وطالبت النيابة العامة باعدام مبارك المتهم بقتل المتظاهرين ابان الانتفاضة التي اطاحته في 11 شباط/ فبراير 2011. كما طالبت باعدام العادلي اذ اتهمته كذلك بقتل المتظاهرين. وكان 850 متظاهرا على الاقل قتلوا اثناء التظاهرات التي بدأت في 25 كانون الثاني/ يناير العام الماضي واستمرت 18 يوما قبل ان يرغم الجيش المصري مبارك على التنحي ويتولى السلطة في البلاد لمرحلة انتقالية وعد بانهائها قبل 30 حزيران/ يونيو الجاري. وتتضارب المعلومات حول الحالة الصحية للرئيس السابق الذي يقيم منذ بدء المحاكمة في اب/ اغسطس الماضي في مركز طبي تابع للجيش بالقرب من قاعة المحكمة. واتخذت اجراءات امنية مشددة حول قاعة المحكمة التي تجمع امامها بعض اسر ضحايا الانتفاضة الذين جاءوا حاملين صور ابنائهم. وكانت اسر الضحايا تردد هتافات تدعو إلى "اعدام" الرئيس المصري السابق. ولكن بعض عائلات الضحايا تتوقع ان يخيب الحكم املهم. وقال مصطفى مرسي الذي قتل ابنه امام مركز شرطة في 28 كانون الثاني/ يناير 2011 -- وهو اليوم المعروف ب "جمعة الغضب" والذي كان الاكثر دموية اثناء الانتفاضة ضد مبارك -- "اتوقع حكما مهينا لاسر الشهداء". اما اسامة مغازي الذي اصيب في يده في الاسكندرية فقال "ان المسرحية التي شهدناها طوال هذه المحاكمة لا تبشر بخير. ويأتي الحكم في وقت تشهد فيه البلاد توترا سياسيا بسبب الانتخابات الرئاسية التي قد تأتي بآخر رئيس وزراء لمبارك، احمد شفيق إلى سدة الحكم اذ يخوض جولة الاعادة في مواجهة مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في 16 و17 حزيران/ يونيو المقبل. Tweet