استؤنفت قبل ظهر أمس، الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، المتّهم بقتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة الشعبية التي أطاحت به في الحادي عشر من فبراير الماضي. وقال شاهد الإثبات الأول اللواء حسين سعيد مرسي الذي كان مديرًا للاتصالات اللاسلكية لقوات الأمن المركزي أنه سمع اتصالات عبر اللاسلكي بين مساعدي وزير الداخلية يطلب فيها إرسال أسلحة آلية وأخيرة لقوات الأمن المركزي كما سمع من ضباط في الشرطة أنه تم استخدام هذه الأسلحة بالقتل ضد المتظاهرين. كما استمع إلى اتصالات عبر اللاسلكي بين مسؤولي وزارة الداخلية بنقل الأسلحة والذخيرة في سيارات الإسعاف لأن سيارات الشرطة كان يتم مهاجمتها.. لكن الشاهد ألمح إلى أنه ليس على علم مباشر بصدور تعليمات باستخدام الأسلحة ضد المتظاهرين. ويُحاكم مع مبارك وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وستة من معاونيه بنفس التهمة، وهي قتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة التي بدأت في الخامس والعشرين من يناير الماضي، واستمرت 18 يومًا سقط خلالها أكثر من 850 قتيلاً، وما يزيد على 6 آلاف جريح. كما يُحاكم مبارك، ونجلاه: علاء، وجمال، في القضية نفسها، بتهمة الفساد المالي. وقبيل بدء الجلسة الثالثة، وصل الرئيس المصري السابق على سرير نقال إلى مقر أكاديمية الشرطة في شرق القاهرة. وبث التلفزيون مباشرة صور وصول مبارك في سيارة إسعاف ونزوله منها على سرير نقل أمام باب القاعة التي تنعقد فيها محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي أحمد رفعت منذ بدء القضية في الثالث من أغسطس الماضي. وسبق أن حضر مبارك (83 عامًا) جلستي المحاكمة السابقتين على سرير طبي نقال. وكان المتّهمون جميعًا داخل قفص الاتّهام. وخلافًا للجلستين السابقتين، لم ينقل التلفزيون وقائع جلسة الأمس من داخل قاعة المحكمة، بعد أن قرر القاضي في الجلسة الأخيرة وقف البث المباشر. واستمع القاضي لطلبات المحامين عن المتهمين وخصوصًا رئيس هيئة الدفاع عن مبارك، فريد الديب. وحرق محامون، وأقارب لقتلى الانتفاضة الشعبية المصرية صورة لمبارك في القاعة. وكان شاب مؤيد لمبارك رفع الصورة بعد رفع الجلسة للمداولة، فرشقه قريبان للقتلى بزجاجتي مياه، وضربه محامون بالأيدي، وأجبروه هو وزميلا وزميلة له على الخروج من القاعة. وكانت اشتباكات وقعت في وقت سابق صباح أمس الاثنين بين بضع عشرات من أنصار مبارك، وأسر ضحايا الانتفاضة أمام باب أكاديمية الشرطة، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لوضع حد لها. كما تصدت الشرطة المسلحة بالهراوات لأسر الضحايا عندما حاولوا اقتحام باب أكاديمية الشرطة بهدف الدخول إلى قاعة المحكمة. وهتف المتظاهرون المؤيدون لمبارك «لن نتخلى عنك»، بينما كانت أسر الشهداء تهتف «القصاص القصاص قتلوا أولادنا بالرصاص».