من عقد المجتمع الشعبي السعودي خاصة في الشمال ونجد أن المرأة هي أول من ينتقد الرجل إذا احترمها وقدرها و منحها بعضاً من حقوقها لذلك اتجهت إلى أمهاتنا وجداتنا وحاولت أن أقرأ الموروث الشعبي العام الذي يرسخ هذه الثقافة وبالرغم من أن الوضع قد تغير اليوم شيئاً يسيرا إلا أننا نقف على أرضية ثقافية اجتماعية صلبة تمجد الرجل الذي يقسو على المرأة و"يدق خشمها" ووجدت أن مصطلح "العسف " منتشر جدا ويعنى به السيطرة والتحكم من إحدهما في الآخر فإما أن "تعسفه" أو "يعسفها" ونجد هنا أننا نبتعد كثير عن مبادئ المودة والرحمة التي رسخها الإسلام والتي تمثل بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في معاملته زوجاته … المرأة أصبحت تدرك أنها مسلوبة الحقوق وتشعر بالاضطهاد وتركز على قيادتها للسيارة فقط وعلى "حافز"وتنسى أن ثقافةالرجل ليست إلا المعجون الذي شكلته بيديها سواء كان ابنا أوأخا أوزوجا أووالدا فهي من تنقل للمجتمع -الذي تم عزله عن بعضه بطريقة لم يأتي بها عقل ولا نقل – مايدور في أوساط النساء ومن ذلك ماحاولت أن أجيب به على هذا السؤال : عندما يكون الرجل طيباً مع زوجته فكيف تقرأه النساء الأخريات وبالتالي بقية المجتمع؟ كانت الإجابة موجعه وصادمة بقدر طرافتها. ومن ذلك أن المرأة تسمي الرجل الطيب الذي يمنحها حقوقها وربما أقل أو أكثر ما يلي : "ضاحكتن عليه" "الخرووووف" "الطرطور " "عاسفته" "شاكمته" "خازمته " "تغوله" وتربط حقوقها بالحظ فمن تعطى حقوقها "محظوظه" "وحظ ادغه المنفدغة " و"حظها واقف لو تقول صل شمال صلى" وتقول لمن يلبي لها ما تريد "يا دهينه لا تنكتين" و حينما تكون ذات رأي تقول "عز الله انها هي الرجل وهو المرة" وهو "لا كلمه ولا علمه" وهو "خاتم بيدها" وهو "دقمة خربانه" "ما يخلي من حتسيها لون" "الريسة" "الأميرة" "الشيخة" "الشور شورها والراي بيدها" "خبيل ماله شور" وتشبهه هنا بالحصان ولكن ! "حاطتن العنان بخشيمه وتقوده" أو "ممسوك بعنانه" وتربط حقوقها بالسحر وما تقول إلا ساحرته ومثلها "معطيته صرير دعيج" أو "مولجن له صرير دعيج" وما خفي كان أعظم .. كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرقع ثوبه، و يخصف نعله، و يحلب شاته، و يأكل مع العبد و يجلس على الأرض، و يركب الحمار و يردف، و لا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، و يصافح الغني و الفقير، و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو، و يسلم على من استقبله من غني و فقير و كبير و صغير، و لا يحقر ما دعي إليه و لو إلى حشف التمر. و كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بساما من غير ضحك، محزونا من غير عبوس، متواضعا من غير مذلة، جوادا من غير سرف , رقيق القلب، رحيما بكل مسلم، و لم يتجش من شبع قط، و لم يمد يده إلى طمع قط) المرأة الجاهلة بأخلاق قدوتنا صلى الله عليه وسلم والمشبعة بالعادات الجاهلية تستغرب وتستكثر أن يساعدها الرجل في عمل المنزل بل وتهزأ به.. من الجانب الآخر نجد أنها تعاني من زوجها "الجلف" و"الجاف"و"الغير رومنسي" و"المتصلب" فهلا عرفت السر الذي جعل المجتمع يؤطر نفسه بمثل ذلك ..هو تماما كما تقولين "خبز خبزتيه يا الرفلا كوليه" قبل أن يتعلم الرجل كيف كانت- معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته و حنانه وتلك السيرة العطرة التي نقلتها لنا عائشةرضي الله عنها التي تبين كيف ضرب الرسول صلى الله عليه أروع الأمثلة في علاقته الحميمة بزوجاته- على المرأة أن تتعلمها وتعرفها .. كيف ينام الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرعائشة وهي حائض وكيف يغتسلان معا وحتى عندما انتقل الى الرفيق الاعلى كان عند عائشة وكانت أقرب الناس إليه. قال النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لفاطمة – رضي الله عنها :ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى، قال: ((فأَحبِّي هذه – يعني: عائشة))، من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة حباً كبيراً ، وكانت أحب النساء إليه،كما أن أبوها هو أحب الرجال إليه . فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها ) لم يكن يحرج حبيبنا صلى الله عليه وسلم في أن يجاهر بحبه .. تلك المحبة التي حافظ النبي صلى الله عليه وسلم عليها حتى آخر لحظة من حياته ، كيف لا وقد أخبره جبريل عليه السلام:"هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" . في مرضه صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه يقول:"أين أنا غداً ، أين أنا غداً ؟" يريد يوم عائشة ، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري ، وخالط ريقه ريقي" . وتقول : ودفن في بيتي". فلينظر جلوف الشمال رجالا ونساء الذين -الذي يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويجهلون أخلاقه وحبه بل ربما يعتقدون أن الحب يناقض التزامهم ورجولتهم أو ينقصها- إلى سيرته العطرة وليجتثوا ولينسفوا تلك العقد التي تسئ لمجتمعهم الكريم الطيب بالغ الرقي.. الكاتبة / نوال العنزي و الكاتبة / بشرى العنزي