في حين تعلن السلطات المختصة في جميع دول العالم بما فيها السعودية حالة الاستنفار لمواجهة موسم الجراد، ويضرب المزارعون ألف حساب خوفا على محاصيلهم من هجمات الجراد، يقبل السعوديون على اصطياده والتفنن في طهيه وتذوقه. وبين الخوف من الجراد والإقبال على أكله تضاد كبير في عقول كثير من السعوديين إلا أن العامل المشترك بين الإحساسين هو أن موسم الجراد يكون أكثر صخبا بين المعارضين لأكله والمؤيدين. وعلى الرغم من التحذيرات العديدة التي تصدرها الجهات المختصة للمواطنين بعدم تناوله إلا أن الكثير من المواطنين يضربون بذلك عرض الحائط ويخرجون جماعات لاصطياده. يقول الستيني "أبو جريد" إن موسم الجراد من المواسم التي ينتظرها الأهالي بشغف كبير كونها تصادف مواسم الربيع من جانب ولشغف المواطنين بتناوله إحياء لعادات الآباء والأجداد من جانب آخر، وذكر أن الإقبال على التهام الجراد عادة سنوية ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، ويشير "أبو جريد" إلى أن الجراد يحفظ مجففاً ليؤكل بعد أكثر من عام بعد صيده. ويؤكد البعض أن أكل الجراد له فوائد صحية وغذائية خاصةً لكبار السن، لتنشيطه الدورة الدموية للجسم ورفعه للطاقة لاحتوائه على عدد كبير من العناصر المتنوعة لأن غذاءه يعتمد على الأعشاب والأشجار، في حين يعتقد البعض أن الجراد يسهم في علاج الروماتيزوم. في المقابل يحذر الطب الحديث من تناول الجراد ويؤكد الاستشاري محمد عبدالعظيم أن التحذيرات الطبية تصدر خوفا من تعرض الجراد للمبيدات الحشرية أثناء مكافحته، وتناوله يؤدي لأمراض عديدة قد يتعرض لها الإنسان ومن أبرزها التسمم. وتسمى أنثى الجراد "مكن" فيما يطلق على الذكر اسم "زعيري"، ويشير كبار السن إلى أن تناول "المكن" أكثر فائدة للإنسان نظرا لأن كمية تناولها للأوراق والشجر أكثر من "الزعيري" وفوائدها الصحية أكبر. ووفقا لزراعيين فإن السرب الواحد من الجراد يلتهم في الكيلو متر الواحد نحو 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، وتأكل الجرادة الواحدة من 1.5 إلى 3 جرامات، ويتغذى الجراد على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تتوقف الأضرار على المدة التي سيمكثها في المنطقة الواحدة وحجمه ومرحلة المحصول.