يتخذ جهاد العقيلي من سيارة التاكسي التي يعمل عليها مكتبة متنقلة تضم مجموعة من الكتب المتنوعة لتكون في متناول زبائنه من الركاب ، اثناء نقلهم من مكان الى آخر خاصة عندما تكون المسافات طويلة . أراد العقيلي الذي يحمل شهادة الدبلوم في المحاسبة ويعيل اسرة مكونة من خمسة ابناء اكبرهم 14 عاما وفقا لقوله لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) تعزيز قيم العمل الحر لمواجهة اعباء الحياة , وفي الوقت ذاته جعل الثقافة رافدا وزادا تصاحبه في تنقلاته اينما كانت وجهته . ويؤكد إيمانه بدور القراءة في تنمية المجتمع ونهضة الأمة " اكتشفت ان بعض الركاب يميلون الى القراءة وهم يتناولون الصحيفة اليومية التي بحوزتي لقراءة اخبارها وموضوعاتها ما شجعني على وضع بعض الكتب التي يمكن ان تضفي متعة وتسلية وفائدة للركاب اثناء الرحلة " . تتنوع الكتب التي يضعها في سيارته بين الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية والرواية والقصة والمسرح ومجالات فنية أخرى ، ويقول " أنا لا افرضها على الراكب الذي له حرية الاختيار بان يتسلى ويثقف نفسه بالقراءة او يبقى يشغل نفسه باي طريقة كانت " . يخرج العقيلي بعد صلاة الفجر ليأخذ رزقه في هذه الحياة ، ويعتاش من دخل سيارته ويعود مساء ، دون ان يسمح لظلمات الليل ان تبعده عن حبه للقراءة ، فيذهب لحضور الندوات والمؤتمرات واحيانا اجتماعات اتحاد المؤرخين الأردنيين في تراث القبائل وانسابها ومقره في الزرقاء كونه امينا لسر الاتحاد رغم انه يقطن في منطقة وادي السير . يهتم العقيلي البالغ من العمر 48 عاما ، بكتب التراث والتاريخ وانساب العرب ويجد فيها متعة وهو يقلب صفحاتها مسترجعا اياما مضت ويستشف من خلالها اطلالة على المستقبل حيث يقول " الذي اجده يتردد صداه في ذاكرتنا ووجداننا نبضات مليئة بالإشراق والتقدم والعطاء " . ويواظب على قراءة المجلات والصحف اليومية والكتب الثقافية والتاريخية والسياسية , ويحمل دفتر اجندة يسجل فيه ملاحظاته وانطباعاته حول مهنته ويدون فيه ما يسمعه من قبل بعض الركاب عن همومهم واحتياجاتهم وثقافاتهم وكأنهم يجدون فيه ملاذا لبث همومهم وما يشعرون به من معاناة في هذه الحياة " وسأضع كل هذه الانطباعات في كتاب يصدر قريبا . يقول الطالب الجامعي قيس بطاينة الذي اعتاد على الركوب مع العقيلي اثناء ذهابه الى جامعته " انني اجد متعة وانا اركب هذه السيارة وكأنني اتابع محاضرة في الجامعة فانهل من الثقافة اشياء كثيرة وفي الوقت ذاته اشعر براحة تامة مع هذا السائق الغني بالمعلومات " . يؤكد مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة هزاع البراري استعداد الوزارة لتزويد صاحب السيارة (المكتبة ) بالكتب الصادرة عنها لتكون في متناوله وزبائنه تشجيعا وترويجا للقراءة . لم تؤثر مكتبة السيارة على قيادة العقيلي لسيارته فهو يقودها بهدوء ولم يسبق ان حصل معه حادث سير لأنه لا يلهي نفسه بالقراءة بل يجعل من ركابه يستمتعون بها . يثبت العقيلي الذي حظي بتكريم من عدة جهات لنشاطاته الثقافية وهو يضع كتبه في مركبته ان خير جليس في السيارة كتاب