من معالمها نقوش لبني هلال، وفي أرضها إرث حضاري يعود لما قبل التاريخ، إنها بلدة «سميراء» في منطقة حائل التي تشكلت من مبانٍ طينية ومزارع شيدت بالأيدي منذ مئات السنين، إلا أن أهلها يعيشون في ترقب لتحولها إلى محافظة بدلاً من كونها مركزاً، كما أنهم يطالبون بكثير من الخدمات التي تنقصها. وذكر رئيس مركز سميراء سالم المطلق ل«الحياة» أن مركز سميراء تأسس عام 1388ه، وأنه تطور خلال هذه الفترة لتصبح مركزاً من فئة (أ)، وهو مرتبط بإمارة المنطقة مباشرة، إذ يقوم المركز بالمهام التي أوجد من أجلها، ويمثل إمارة المنطقة في معالجة القضايا الحقوقية والجنائية والأمنية كافة، إضافة إلى قضايا الأحوال الشخصية واستقبال الشكاوى ومعالجتها وإحالتها للجهات المختصة ومعالجة النزاعات القبلية والمشاركة في اللجان المختلفة، واستقبال الطلبات من المواطنين وإحالتها للجهات المختصة وفق ما نص عليه نظام المناطق، لافتاً إلى أن للمركز دوراً في الإشراف غير المباشر على أداء الإدارات الحكومية والتنسيق في ما بينها، واستقبال اللجان الحكومية. وأشار إلى أن فريقاً من وزارة التخطيط سبق أن زار المدينة بالتنسيق مع مجلس المنطقة، واطلع على أهم القضايا التنموية. وتابع: «من أهم الأمور التي قام المركز بالرفع عنها، طلب فتح فرع لجامعة حائل بمدينة سميراء، وكذلك طلب كلية للتربية وكلية صحية للبنين والبنات ومعهد علمي ومعهد مهني، وفتح فروع للإدارات الحكومية التي لا يوجد لها فروع بالمدينة مثل: الأحوال والجوازات ومكتب العمل والضمان الاجتماعي، والهلال الأحمر، وفرع لوزارة المالية، ومصلحة المياه والكهرباء، وأمن طرق، ومركز لمكافحة المخدرات، ومكتب للخطوط السعودية، إضافة إلى إيجاد نادٍ رياضي ودعم الخدمات الصحية وزيادة المخططات السكنية في سميراء وتوابعها، وكذلك الإسكان الشعبي واستقلالية القروض من الصندوق العقاري ورفع المركز إلى محافظة». ولفت وكيل المعهد العلمي في مدينة حائل رشيد الشبرمي إلى أن سميراء سُمَّيت بهذا الاسم لسمرة الجبل الواقع إلى الجنوب الغربي منها جبل «واردات»، وقيل إنها سميت بسميراء بن عاد فأخذت اسمها منه، ولسميراء وهي في الأصل وادٍ شهير ذُكر في التاريخ العربي، وكانت مركز استقرار قديم، ويضاف إلى سميراء لشهرتها قديماً ما حولها من الأودية والجبال والمناهل، مثل جبل حِبْشي والربائع وجبل الخدار الشهير ب«الستار» وغسل وقطن ذي المنهل الشهير بعذوبة الماء به، مشيراً إلى أن مدينة سميراء كانت محطة مشهورة في طريق الحج المكي الكوفي في الإسلام، ولها ذكر في حروب الردَّة، وأنه في العنّابة بسميراء نزل الحسين بن علي على مساور الأسدي وهو في طريقه إلى العراق، وكانت موطناً لقبيلة بني أسد في الجاهلية. من جانبه، أوضح رئيس المجلس البلدي بمدينة سميراء دحيم بن راشد الشبرمي أن المجلس نجح في تحقيق كثير من مطالب أهالي سميراء، وأنهم في المجلس يتطلعون لتحقيق المزيد، لكن هناك معوقات تحول دون ذلك، مثل قلة الاعتمادات المالية للبلدية، قياساً بكثرة المراكز والقرى والهجر التابعة. وأضاف أن أبرز المنجزات الربط في ما بين مدينة سميراء والمراكز والقرى والهجر التابعة، وإقامة استراحة بلدية سميراء، وافتتاح عدد من مكاتب الخدمات البلدية، واعتماد إقامة مركز حضاري، إضافة إلى طلب اعتماد مخططات سكنية، وغيرها، لافتاً إلى أن قلة الاعتمادات المالية للبلدية، قياساً بكثرة المراكز والقرى والهجر التابعة.