صوت حائل - ( واس ) أشاد سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بمبادرة وموافقة الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على قيام هيئة التحقيق والادعاء العام، بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بتنظيم ورشة عمل بخصوص "الإطار القانوني العالمي لمكافحة الإرهاب وتمويله" للقضاة والمدعين ومن في حكمهم . وقال سماحة المفتي العام في تصريح له اليوم بمناسبة انعقاد هذه الورشة، التي تبدأ أعمالها غدا وتستمر ثلاثة أيام: إن المملكة تخوض مضمار "مكافحة الإرهاب منذ سنين عديدة، ولها تجربة متميزة وناجحة في محاربة الإرهاب ومحاربة تمويله, فكان من الأهمية بمكان الاستفادة من هذه التجربة الثرية المتميزة، إضافة إلى توسيع دائرة التعاون مع المنظمات الدولية في هذا المجال، ونحن إذ نشيد بمبادرة سمو النائب الثاني وموافقته الكريمة على إقامة هذه الورشة، لنؤكد أهمية محاربة جرائم الإرهاب بجميع أنواعه وصوره في كافة أرجاء العالم, وعلى جميع المستويات المحلية والدولية, وبجميع السبل والوسائل والآليات الممكنة, وتوضيح وتجلية أن الإسلام بريء من الإرهاب وأهله, ومن جميع تلك الجرائم البشعة, ونشيد بالجهود الحثيثة في نفي تهمة الإرهاب التي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها بالإسلام والمسلمين، بغية تشويه صورته والنيل منه والحد من دوره الريادي في قيادة العالم . وأضاف سماحته أنه لا يخفى على أحد أن الإرهاب عمل إجرامي يهدف إلى إراقة الدماء البريئة, والإخلال بالأمن وبث الرعب والخوف والفوضى بين الناس, ويؤدي إلى خلق الاضطرابات والقلاقل في المجتمعات الآمنة, وهدم وتخريب المنشآت الحيوية في المجتمعات البشرية، وكل هذه الجرائم والأعمال مما جاء الشرع الكريم بتحريمه وتجريمه, فإنها من الفساد في الأرض, والله تعالى نهى عن الإفساد في الأرض بكل صوره وأشكاله, قال تعالى: "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين", كما أن الفساد في الأرض من أوصاف الذين يحاربون الله ورسوله, الذين قال تعالى في وصفهم: "ويسعون في الأرض فساداً", وقال تعالى عن بشاعة جريمة القتل بغير حق: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " . كما لا يخفى أن الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد الوجود الإنساني بأكمله, ويعاني من ويلاته جميع الشعوب وليس المسلمون فحسب, ولذلك تستوجب مواجهتها تكاتف الجهود بين جميع دول العالم, وبين الدول والمنظمات, وبين الهيئات المحلية والدولية, وعلى كافة المستويات الأمنية والقانونية، لمواجهة هذه الجريمة النكراء, وتجفيف المنابع التي تموَلها, والمصادر التي تمدها بالعون والعتاد بمختلف أنواعه وصوره.