أكد باحثون أمريكيون أن باستطاعة الدلافين أن تلقن البشر درسا هاما في التعامل مع النوع الثاني من مرض السكر حيث تبين أن الدلافين تصبح مقاومة للأنسولين الداخلي إذا ظلت ساعات دون أن تتناول طعاما وأن هذا القصور سرعان ما يتلاشى بمجرد تناول هذه الحيوانات طعاما. وعبرت ستيفاني فين واطسون مديرة المؤسسة الوطنية الأمريكية لأبحاث الثدييات البحرية عن دهشة العلماء عندما اكتشفوا أن لدى الدلفين "مفتاح تحكم جيني" يستطيع من خلاله السيطرة على مقاومته للأنسولين أو استجابته له. وتعتقد واطسون أن طريق تحسين فهم الإنسان لكيفية التعامل مع مرض السكر يمكن أن يمر عبر الدلافين. يشار إلى أن 5% من حالات الوفاة في العالم تحدث بسبب الإصابة بالسكر. وقدمت واطسون وزملاؤها في الاتحاد الأمريكي للتقدم العلمي "ايه ايه ايه اس" نتائج دراستهم عن الدلافين خلال مؤتمر الاتحاد مساء أمس الخميس في مدينة دييجو بولاية كاليفورنيا. وأثبت فريق الباحثين من خلال عينات الدم للدلافين أن الدلافين في عرض البحار اعتادت أن تملأ معاها ثم تظل عدة ساعات بلا طعام. وفي هذه الفترة من الصيام تصبح صورة الدم لدى الدلافين مشابهة للمصابين بالسكر من البشر حسبما أكدت واطسون. وبمجرد تناول الدلافين للطعام تنتهي هذه الحالة المشابهة لمرضى السكر. وأوضحت الباحثة أنه من المحتمل أن يكون سبب التشابه بين الإنسان والدلافين في التعامل مع الكربوهيدرات هو أن كليهما يحتاج إلى سكر الدم بشكل دائم بسبب الحجم الهائل للمخ لديهما مقارنة بأنواع الأحياء الأخرى. وربما كانت حاجة الدلافين والبشر لهذا السكر هي الأساس الذي تقوم عليه عملية تحويل الغذاء لطاقة "الأيض" بما في ذلك تحويل السكر ذاته. وبينما تتطلب إصابة الإنسان المزمنة بمقاومة الأنسولين أن يخفض استهلاكه من السكر فإن الدلافين استطاعت تطوير "مفتاح للتحكم" في السيطرة على مقاومتها للأنسولين لتستطيع الموازنة بين طعامها الغني بالبروتينات من الأسماك وغيرها من غذاء البحر من ناحية ونقص الكربوهيدرات في الأغذية النباتية من ناحية أخرى.