لم يجد أغلب سكان قرية السبعان التابعة لمحافظة الشنان والواقعة شرق جنوب منطقة حائل بدا من الهجرة إلى المراكز المجاورة بعد أن اصطدمت آمالهم بواقع غياب الخدمات الأساسية عن القرية على مر العقود الماضية، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، حيث تفاقم الوضع الاقتصادي لأهالي القرية بعد موجة الجفاف التي ضربت عشرات المزارع وحولت النخيل إلى أعجاز هشة بسبب ندرة المياه. “عكاظ” أجرت جولة لرصد توفر الخدمات الحيوية في القرية، والتقت عددا من السكان الذين أجمعوا على أن غياب المرافق الخدمية الحكومية التي تمثل العمود الفقري للقرية يهدد بنزوح باقي الأهالي. يقول فريح العقل من أهالي القرية، “الطريق الرئيس للقرية متهالك ويحتاج إلى إعادة سفلتته ورصفه، فيما تخلو شوارع القرية الداخلية من الإنارة، ونطالب بلدية محافظة الشنان بالاهتمام بتوفير خدمات البلدية وإنشاء طريق مزدوج لربط السبعان ببلدة العش. وأضاف العقل، أن معاناة الأهالي في التنقل تتضاعف بمجرد دخول موسم الأمطار، حيث يضطر الأهالي إلى سلك الطرق الترابية تفاديا لأفخاخ الحفر التي تنتشر على الطرق الرئيسة. في حين طالب عمدة السبعان زايد العثمان بسرعة افتتاح مركز للشرطة؛ نظرا لكثرة القضايا أمام المدارس أواخر الأعوام الدراسية، إلى جانب انتشار السرقات بشكل ملفت، مما يوفر الحماية لسكان القرية من أيدي ضعاف النفوس العابثة، وزاد العثمان أن عدم وجود مركزين للدفاع المدني والهلال الأحمر ساهم في ازدياد أعداد الوفيات جراء الحوادث المرورية على الطريق المؤدي من مدينة سميراء حتى حائل مروراً بالقرية. وناشد المواطن راشد العفنان المسؤولين سرعة افتتاح قسم طوارئ خاص في المستوصف لاستقبال الحالات الطارئة كالولادة والحوادث وغيرها، بعد أن شقت السيول الطرق المؤدية إلى مدينة حائل أمام السكان لتلقي الخدمات الطبية، مطالبا وزارة الزراعة بمعالجة الآبار المهجورة داخل القرية بعد أن تحولت إلى مصائد تقتنص براءة الأطفال. وأكد محمد الحمد، أن موسم الجفاف الذي ضرب القرية أخيرا ساهم بشكل مباشر في رحيل أعداد هائلة من السكان إلى المدن والقرى المجاورة، خاصة ممن ترتكز مصادر دخلهم المعيشي على الزراعة، بعد أن عجزوا في إيجاد حلول لمشكلات جفاف عشرات مزارع النخيل نظرا لندرة مصادر المياه الأخرى. فيما عزا عبدالمحسن العفنان مشكلة انقطاع الاتصالات المتكررة إلى شدة الرياح التي تهب على القرية مما يؤثر بشكل مباشر على الهواتف المتوفرة بنظام الإسقاط، داعيا شركات الاتصالات إلى معالجة المشكلة بعد أن أصبحت أكثر المعاملات الحكومية تدار عن طريق الاتصال بالهواتف الثابتة أو عن طريق المواقع الإلكترونية، الأمر الذي يسهم في تعثر إنجازها في وقت قياسي أسوة بالمراكز المجاورة. من جهته، أوضح مصدر في بلدية محافظة الشنان أن قرية السبعان ستنال نصيبها من الخدمات الأساسية أسوة بالقرى المجاورة، مؤكدا أن البلدية تسعى لخدمة محيطها القروي، رافضا تحديد الأولويات حسب الجداول الزمنية المحددة.