"حتى أنت يا بروتس" عندما يطعنك احدهم من الخلف فتلك مصيبة ولكن الكارثة ان تلتفت وتجد أن من طعنك هو اقرب الناس وأعزهم إليك فقد ذكر لي أحد اصدقائي قصة واقعية حصلت له حيث عاش موقفها فدعونا نستمع احداثها بلسان من ذاق مرارتها : لي صديق عرفته منذو الصغر كنا قريبين من بعض بل اكثر بكثير مما تتوقعون ، كبرنا وكبرت معنا صداقتنا كنا مضرب مثل عند الاخرين ، كان الكل منا يعتز بصداقته بالاخر، مضت الأيام والسنين حتى تزوجنا ورزقنا الله الذرية ولا زال حبل الاخوة بيننا متين فقد كان بالنسبة لي صندوق أسراري والمرهم الشافي لجراحي حتى كنت أحكي له عن مشاكلي الزوجية وكان يقف بجانبي ودائما يجعلني على حق وزوجتي على باطل فمع مرور الوقت اخذ يحاملني عليها حتى كرهتها وأصبح كل منا لا يطيق الأخر وفي يوم من الايام وقع ما لا يحمد عقباه ! لقد أوقعت عليها الطلاق فايقنت أن هذا الصواب فاخبرت صاحبي بما حصل ظنًا مني ان يهدي من روعي ويصلح أمري لكنه خيب أملي ! وأخبرني أن مافعلت هو عين الصواب من بعد ماجرى اصبح صديقي ينقطع عني فترات وكان لا ياتيني مثل السابق حيث تغير حاله واحواله كنت اتصل به واسأل عنه وسبب هذا التغير المفاجئ ! حيث كان يتعذر بسب العمل وكثرة المشاغل الى ان وصل به الحال ان قطعني بالاتصال والزيارات مطلقا ! مصيبة خسرت زوجتي وصديقي . والمصيبة الأعظم أنه بعد إنتهاء عدة زوجتي عقد صديقي قرانه عليها . قصة حقيقية حدثت وكتبتها لكم وكم من قصص دامية بين الأصدقاء و هنا أتذكر مقولة يوليوس قيصر الشهيرة حين طعنه بروتس( حتى أنت يا بروتس)). أي أن قيصر كان يتوقع تلك الطعنة من أي شخص في العالم إلا من بروتس صديقه و مستشاره الأمين.!!!!!! فالخيانة لا اشبهها الا كقطران مغطى بطبقة رقيقة حلوة المذاق، و بعد أن نرتكب ما ارتكبنا نطرح الكثير من التساؤلات التي لم تخطر على بالنا من قبل: لماذا فعلنا ذلك؟ و ما الفائدة من ذلك؟ و غيرها من التساؤلات، و يبدأ عذاب الضمير و محاسبة الذات و أحياناً جلدها. و المصيبة العظمى هي خيانة الصديق و التي تكون طعنة قاتلة في معظم الأحيان، لأن هذه الطعنة تكون قريبةً من الهدف أو الضحية و بالتالي لن تخطئ المقتَل او تكون سطحية بل ستنفذ إلى الأعماق. فالرجل لو أحب وتزوج على زوجته فلا ضير فقد أحل الشرع له ذلك ان الله احل التعدد ولكن ليست بهذه الطريقة بان يهدم بيت صديقه ويفرق بينه وبين اهله لمصالحه الخاصة ويخون من جعله مستشار له فالمستشار مؤتمن معبرة هذه الجملة التي أطلقها نابليون بونابرت : اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم لم أتوقع أن هناك أناس بهذه المشاعر والقلوب القاسية ..حمانا الله واياكم من طعناتهم وغدراتهم. كتبه / يوسف بن مفلح الفهيقي [email protected]