الكثير من الفرق تندب حظها ويخرج مسؤولوها بعبارات الأسى والحزن والتأوهات على غياب لاعبين أو ثلاثة، وإذا ماكانت الغيابات أكثر بتعدد الإصابات والإيقافات..فمن السهل أن يتداول المحبون بمختلف فئاتهم : (لو كان فريق آخر لهبط لدوري الأولى أو الثانية..!). والأكيد أن محبي الهلال ولاسيما الجماهير تخوفوا كثيرا على فريقهم من أن يبقى صامدا أمام فرق تنافسه جماهيريا وبطوليا وهو يواجهها ناقصا جل أجانبه وبعض أهم ركائزه في أكثر من خط جملة واحدة، وبمدرب غير مرغوب فيه، في وقت يريد أن يدافع عن لقبه الذي حققه أكثر من منافسيه وحافظ عليه الموسمين الماضيين قبل انتهائهما برقم غير مسبوق على قمة أبطال الدوري، ويدخل سباقا محموما بطريقة خروج المغلوب ولابد أن يواصل كي يحقق ولو لقبا واحدا هذا الموسم. وفي ظل هذه الظروف العصيبة مجتمعة، وبقيادة سامي الجابر ومدرب الأولمبي العارف ببواطن الأمور، قدم الهلال مباريات سحرت المتابعين متعة وإثارة وبعناصر شابة وواعدة، بعضهم تشعر أنهم كانوا مكبلين في وقت المدرب السابق دول. وحضر المدرب الجديد هاسيك وتسلم المهمة ليلة مباراة الفيصلي وقاد الفريق في المباراة مستفيدا من مساعديه الذين وصلوا قبله، وبالتأكيد أن سامي قدم نبذة شمولية عن فريقه البطل. بعد مثل هذه المعطيات والعوامل والأرقام يظهر من يوصم الهلال أو من يعمل فيه حاليا بالفشل والتسلط، والغالبية من هؤلاء هلاليون تجرهم عواطفهم لأن يبقى الهلال بطلا وقويا وماتعا، ولا يخسر مهما حدث. أتفهم منطقية البعض ممن يطالبون بعمل أكثر احترافية ودقة في اختيار المدرب واللاعبين الأجانب أو من يحتاجهم محليا، لكن الغالبية يحللون أو يتحدثون بعاطفة أو معهم معهم عليهم عليهم..! وهنا أقول إن اختيارات بعض الأجانب وتحديدا إيمانا والكوري يو بيونغ غير موفقة، لأن الأول في منطقة مكتظة بالنجوم المعروفين والمواهب التي برزت مع كالديرون في دورة دبي وآخرون في الأولمبي، أما الكوري فنظرتي (أنا) لجميع اللاعبين من شرق آسيا عدم جدوى التعاقد مع مهاجمين لأنهم غالبا يسجلون هدفا أو هدفين من خمس أو سبع فرص، بينما البرازيلي (هداف بالفطرة) ومن خمس فرص يسجل ثلاثة. واللاعب الكوري مثلا مطلوب في الوسط لأنه لاعب تكتيكي. بينما الآسيوي الأفضل أن يكون خليجيا والشواهد كثيرة آخرها بدر المطوع وعماد الحوسني. أما المدرب دول فإن كثيرين انتقدوا الخطوة قبل التوقيع، والإدارة تأخرت في الصبر عليه، مع التأكيد على أنه لم يفشل، ولكنه أقل من الهلال. ومن المؤكد أن هناك من سيخرج ويقول إن الهلال (لايحتاج مدربا)، وهذه أسطوانة بليدة، فالهلال أحوج من غيره لمدرب (كبير) وقوي وعالي القيمة تكتيكيا يتمكن من اختيار الأنسب والأجدر ويطوع المهارة والقدرات بما يجلب المتعة والتفوق والجودة فنيا وتكتيكيا. من جانبي سبق وقلت العام الماضي إنه حان وقت سامي الجابر مدربا يكون على رأس هرم جهاز متكامل، والآن وبعد أن نال الشهادة من لندن، فالأفضل أن يكون مساعدا فنيا لهاسيك، أو على الأقل ضمن الجهاز الفني بصفة رسمية، فهو المستقبل الحقيقي ليقدم هلالا مختلفا.