إن تحليل الإضطرابات في فحوص وظائف الكبد و محاولة تشخيص المرض المسبب هو سيناريو متكرر في العيادات الأوليه. قد تكون هذه الإضطرابات غير متصاحبه مع أعراض مرض ما، وغالباً ما يتم إهمال التحري فيها، مما قد يؤدي إلى إضاعة فرصة التشخيص المبكر للمرض الكبدي و معالجته. قد يكون الكبد هو السبب الرئيسي لهذه الإضطرابات، و قد تكون هذه الإضطرابات ناتجه عن مشاكل غير كبديه خارج الكبد . وكثيراً ما نجد - على عكس المتوقع - أنه ليس هنالك مشكله في الكبد رغم الإضطرابات في فحوص وظائف الكبد !! ورغم أن هناك أيضا نسبه 2.5 % من الناس الأصحاء لديهم اضطرابات في فحوص وظائف الكبد بدون أي سبب ، ولكن لأن الكبد عضو حساس ومهم وأيضا بسبب أن معظم أمراض الكبد تكون في البداية غير متصاحبة مع أي أعراض ، لذلك فإننا نعتبرأن جميع من لديهم إضطرابات في وظائف الكبد هم مرضى حتى يثبت لنا عكس ذلك . فحوصات الكبد : إن تحليل إختبار وظائف الكبد متوفر عادة في جميع المراكز الصحية تقريباً، و يعتبر من الفحوصات الأساسيه لتشخيص الكثير من الأمراض. و يحتوي على : 1- البيليروبين Bilirubin و ينتج نتيجه تكسير كريات الدم الحمراء في الجهاز الشبكي اللمفاوي reticuloendotheliam، بعد ذلك يتحد البيليروبن غير المقترن مع الألبيومن الذي يأخذه إلى الكبد. و في الكبد يتم قرن البيليروبن مما يجعله قابلا للذوبان في الماء فيسهل إخراجه مع البول. 2- الألبيومن : ويعتبر مقياس حساس جداً لوظيفة الكبد في حالة امتاد المرض لفترة زمنيه طويله ( أكثر من 20 يوم ) . 3- البروتين الكلي . 4- الإنزيمات المحولة (transferase) : مثل محول الألانين ALT و محول الأسبارتيت AST , وتكون موجودة عادة داخل الخلايا، فإرتفاع تركيزها في الدم يشير إلى وجود ضرر للكبد أو إصابة للكبد. و محول الألانين يعتبر أكثر دقة من محول الأسبارتيت الذي يوجد أيضاً في أنسجة القلب و العظام و خلايا الدم الحمراء و عندما تكون نسبه هذه المحولات في الدم عالية جداً غالباً ما يكون السبب هو تناول جرعة علاجية زائدة أدت إلى أضرار كبديه أونتيجة للإصابة بإلتهاب كبدي فيروسي . في المرض الكبدي المزمن عادة يكون نسبة إنزيم الآلانين أكثر من إنزيم الأسبارتيت و عندما يحدث التلف الكبدي تتحول إلى العكس. 5- محول القلوتامايل GGT : و يرتبط إرتباطاً كبيراً بالقنوات المرارية و يرتفع في حالات الحصوات المرارية، وكذلك اذا ارتفع لوحده فربما يشيرإلى إرتفاع نسبة الكحول في الدم. 6- الإنزيم الفوسفوري القاعدي ALP : ويتم إفرازه من الخلايا المبطنه للقنوات ا لمرارية و العظام، و إرتفاعه العالي غالباً ما يكون مع حصوات المرارة ( بالإضافه إلى إرتفاع ال GGT ) . و قد يزيد فسيولوجياً في حالة النمو و في الثلث الأخير من الحمل عند المرأة . - الإجراءات الطبية اللازمة في فحوص وظائف الكبد : أ- يلزم أخذ تاريخ مرضي و إجراء فحص سريري : 1- التاريخ المرضي : السؤال عن السفر، نقل الدم، جرعات الأدوية، الوشم، العلاقات الجنسية، تعاطي الكحول، الوظيفة، الإصابة بمرض السكري أو زيادة الدهون في الدم، السمنة، التاريخ العائلي. 2- الفحص السريري و يشمل : - صفار العين، الإحمرار الكفي، الكدمات، تضخم الثدي لدى الذكور. - التضخم الكبدي أو الطحالي. - السوائل في البطن. - السمنة. - علامات التأثر الدماغي. ب- فحوصات أخرى لمعرفة سبب هذه الإضطرابات مثل : - المحولات الإنزيمية الأخرى (AST، ALT ) - البروثرومبن INR و هو حساس للقدرة التصنيعية للكبد . - التحليل الفيروسي لمعرفة وجود إلتهاب الكبد الوبائي ب و ج (HBV,HCV ) - الأجسام المضادة للجسم Autoantibody مثل الأجسام المضادة للنواة و المايتوكوندريا . - مستوى الإميونوقلوبيولين Immunoglobulins : وفي حالة عدم توفرها نستطيع قياس معدل الإرتفاع البروتيني مطروحاً منه الألبيومن . - مستوى الحديد في الدم . البروتين الجيني الألفي alfa-feto protein . - مستوى النحاس Copper . - الأشعه الصوتية هي أيضاً وسيلة مساعدة للتشخيص . - طريقة التعامل مع إضطرابات فحوص وظائف الكبد : - أولاً: ضع في الحسبان إمكانية الخطأ من المختبر وعند الحصول على النتائج من المختبر قارن النتائج بالفحص في مختبر آخر إن أمكن . - ثانياً: تأكد من الطبيب المعالج عن تفسير إي إضطراب في فحص الكبد فهو أكثر خبرة ودراية بذلك. 1- إرتفاع في البيليروبن فقط : لابد من معرفة النوع الزائد منه ( مقترن أو غير مقترن ) - الغير مقترن يزيد في الحالات التالية : تكسر الدم – متلازمة قلبرت – متلازمة سريقلر و نجار - المقترن يزيد في الحالات التالية : متلازمة دوبن جونسون – متلازمة روتور – المرض الكبدي المزمن . 2- إرتفاع في كل الإنزيمات: قد تكون نتيجة إنسدادات أو ضيق في القنوات المرارية داخل الكبد أو خارجه : - داخل الكبد بسبب : التليف الأولي للقناة المرارية أو تعاطي الأدوية بجرعات سامة . - خارج الكبد يحدث بسبب : الحصوات المرارية في الممر الصفراوي – سرطان رأس البنكرياس – إستخدام الأدوية مثل حبوب منع الحمل أو الأيزونايازايد . 3- إرتفاع في مستوى الآلانين والاسبارتيت : عندما تكون الزيادة في ال AST, ALT أكثر من الزيادة في ALP, GGT .. فإن الأسباب ربما تكون من : الأدويه مثل الأزونايازايد – إلتهاب الكبد المزمن B,C - الإصابه الفيروسيه الحديثة – الإلتهاب الكبدي الناتج عن الأجسام . 4- إرتفاع في إنزيم ال GGT فقط : غالباً ما يكون السبب هو التعاطي للخمر المحرمة أو إستخدام الكحول المزمن ،و قد يحصل هذا في غياب مرض كبدي . ومع أنه ليس هنالك علاقه بين نسبة الكحول المتعاطاه و معدل الإرتفاع في إنزيم ال GGT . لكن قد يكون لدى المدمن على الكحول مستوى طبيعي من ال GGT . و في حال التوقف عن الكحول لأربعة أسابيع فسوف يعود الإنزيم إلى المستوى الطبيعي بإذن الله . 5 - إرتفاع في ال ALP فقط : - يحدث طبيعياً في الثلث الأخير من الحمل . - لابد من الأخذ في الحسبان المصادر الأخرى لل ALP مثل أمراض العظم و الكلى و في كبار السن نتوقع وجود ( كسور في العظام – هشاشة و تآكل العظام ). - خطة المعالجة : في حالة وجود مشكلة كبدية متصاحبة مع ضعف وظيفي كبدي يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب المعالج وخاصة : أ- إذا كان هنالك زيادة بسيطة في فحوصات وظائف الكبد ( أقل من ضعف المعدل الطبيعي ) : 1- أن تكرر فحوصات الكبد بعد ستة أشهر . 2- إذا كان السبب هو تعاطي الكحول المحرم فيجب التوقف عن شربه فهو دمار للصحة وللأسرة والأخلاق . 3- تحسين أسلوب الحياة قد يساعد بإذن الله مثل التحكم في مستوى السكر و تقليل الوزن إلى الطبيعي . - إذا إستمرت الإضطرابات لاسمح الله إستشر الطبيب المعالج قد يطلب المزيد من الفحوصات . ب- إذا كان هنالك زيادة عالية في فحوصات وظائف الكبد ( أكثر من ضعف المعدل الطبيعي ) أو كان هناك أحد الأعراض التالية: - إصفرار زائد في العين . - سوائل في البطن(إستسقاء) . - تأثر دماغي بمرض الكبد . فيجب عليك مراجعة الطبيب الذي قد يحيلك إلى إستشاري مختص بأمراض الكبد وقد يجري لك فحوصات أخرى لمعرفة سبب المشكلة وتشخيص السبب. إعداد/ د. محمد معين الله الغامدي. مراجعة وإشراف / د.محمد سعيد الغامدي. هذه المعلومة تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع.