ليس المقصود من عنوان المقال، الإفراط في النوم وإهمال المشاركة في العبادات الجماعية كصلاة التراويح والقيام في شهر الخير والبركات، بل المقصود تنظيم الأوقات، والاهتمام براحة البدن والعقل، بالأخذ بأسباب النوم السليم حتى يمكن أداء العبادات بنشاط واستمتاع. فبعض الأشخاص يلجؤون إلى حرمان أنفسهم من النوم الجيد بسبب ارتباطاتهم بمواعيد عملية واجتماعية مختلفة، وحرصهم على مشاهدة البرامج والمسلسلات الرمضانية التي يحفل بها هذا الشهر الكريم على مدار اليوم. ومن أجل تعويض النقص في عدد ساعات النوم الضرورية، يعمد كثير من الناس إلى النوم بشكل متقطع خلال أوقات غير اعتيادية من الليل أو النهار، مما يزيد من اختلال الساعة الحيوية عندهم، ويؤدي إلى عدد من اضطرابات النوم والاستيقاظ مثل: الحرمان الحاد والمزمن من النوم، واضطرابات الساعة الحيوية، كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ بشكل معاكس. وعلى الرغم من تعود كثير من الناس على النوم خلال النهار في شهر رمضان، إلا أن عددا منهم يشتكي من أعراض الحرمان من النوم (كالصداع والإرهاق وتعكّر المزاج) نتيجة التغيير المفاجيء في مواعيد النوم والاستيقاظ، واضطراب إفراز هرمون الميلاتونين، والارتفاع النسبي في درجة حرارة الجسم المصاحب لفترة النهار، فالنوم خلال النهار ليس بجودة النوم أثناء الليل. إن بعض الأشخاص الذين يغلب على طبيعتهم التوتر أو رداءة النوم، وغالبهم من النساء، يمكن أن ينتهي بهم المطاف بعد شهر رمضان إلى الإصابة باضطرابات في الساعة الحيوية، وأرق مزمن، نتيجة صعوبة تعديل نمط نومهم مقارنة بغيرهم بعد انتهاء الموسم وعودتهم إلى أوقات العمل والدراسة المعتادة. ومن هنا يصبح من الضروري، تجنب التغيير المفاجيء في مواعيد النوم والاستيقاظ عند دخول الشهر الكريم، والحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل، وأخذ غفوة قصيرة لاتزيد عن نصف ساعة أثناء النهار، لاستعادة النشاط وقيام الليل، إضافة إلى تجنب الإفراط في تناول الطعام، واعتبار النوم أحد الأوليّات في الحياة، الواجب احترام مواعيده يوميا بصفة منتظمة.