قال وزير العمل لرجال الأعمال: «إن برنامج – نطاقات – سيطبق على الجميع بشكل آلي يضمن الدقة والعدالة في التعامل». هل هو محظوظ أم مقرود؟ استقال من عمله في أحد البنوك وسافر للدراسة، وبعد ثلاث سنوات عاد ليجد عملاً جديداً، لكنه لم يستطع الالتحاق به! لماذا؟ لأن «الشيخ سستم» حكم بأنه ما زال يعمل في البنك بل وتمت ترقيته لمنصب أعلى. القصة نشرها موقع «سبق» والبطل ذهب للبنك فردّه إلى وزارة العمل ليتم تعليقه إلى حين. والتعليق من شيم «الشيخ سستم»، كما يحدث في المشهد الاجتماعي حينما يعلق رجل زوجته فلا هي بالمتزوجة ولا هي بالمطلقة، فتبقى المعلقة «تطوطح» بها رياح المجتمع، وكما يتكرر العرض على خشبة المسرح الاجتماعي حينما يعلق مدين دائنه بأيمان مغلظة يلحسها قبل جفاف لسانه، وكما يعلق مستأجر من أجرة منزله بأقفال وحركات.. الخ ما نعرفه ونتعايش معه من حكايات أصبحت من خصائصنا، بل إن البعض استحدث أساليب للتغلب على تلك المطبات والتحويلات تحتاج إلى مساحة أخرى. حادثة موظف البنك السابق الحالي، ليست نادرة، ليس هناك إحصاءات عن الأعداد، فهذا ترف لا نستحقه ولا يمكن حتى التفكير فيه، لكن ربما يتذكر القراء أمثلة لا تحصى من نوادر «الشيخ سستم»، في وزارة العمل وغيرها من الجهات، وأرى أنه شيخ مظلوم على رغم جبروته وتعلق البعض بعباءته، الأنظمة المعطلة والعاملة «السستمية» لا تتحرك إلا برؤوس أو عقول وأيدٍ هي المسؤولة عنها وعن أخطائها، الأجهزة لا تكذب إلا إذا تمت تغذيتها بمعلومات غير صحيحة أو دخلها فيروس. والسؤال: هل تستطيع وزارة العمل بنظامها الآلي المعروف تطبيق برنامج النطاقات بعدالة وعلى الجميع؟ سؤال كبير، لا أعلم إجابته، لكن الشواهد الطازجة مثل القصة أعلاه لا تبشر بخير، والمتوقع أن عدد المعَلَّقين – بفتح العين واللام – وطالبي الخلع أو التمكين «وظيفياً» سيتجاوز عدد المعَلَّقات» اجتماعياً» في مجتمعنا الفاضل المعطاء. أتطلع إلى مجيء يوم يجرِّم فيه صندوق النقد الدولي التحرشَ الاقتصاديَّ بالبلدان.لا يبقى إلا الذِّكْر الحسن والأثر الطيب. الكراسي والمناصب تذهب. والمطبلون المحتفون عند الصعود يتضاءلون لحظة النزول مثل خيوط الشمس وقت المغيب.