صحيفة عناية (الجلدية والتجميل) د.سلطان الخنيزان * : اكزيما الأطفال ويطلق عليها أيضاً اكزيما الجفاف او الإكزيما الطفولية وأحيانا الحساسية الوراثية او الاكزيما التاتبية ومرض التأتب عبارة عن مجموعة من الأعراض تصيب عدة أجهزة في الجسم خاصة الجلد في صورة الإكزيما التأتبيه والجهاز التنفسي في صورة ربو والأنف والأغشية المخاطية في صورة حساسية الأنف وترتبط هذه الإصابات الثلاث ارتباطاً وثيقاً ويكثر ان يوجد تاريخ عائلي أو شخصي عند المريض بواحد أو أكثر من هذه الأمراض . @ الخلل الوظيفي والأسباب : لا يعرف إلى الآن أسباب الإصابة باكزيما الاطفال وان كان الكثير قد عرف عنها في السنوات الأخيرة ومن أهم الأمور التي تؤدي إلى الإصابة العوامل التالية : 1) جفاف الجلد : ويعتقد أنه ناتج عن خلل في الطبقات العليا من البشرة المسؤولة عن تكوين حاجز البشرة والذي يتكون من خليط من الدهون والذي يقوم بوظيفتين رئيسيتين : أ. حفظ الماء داخل الجلد : وبوجود الخلل فانه يزيد فقدان الماء من الجلد مما يؤدي إلى الجفاف شبه الدائم. ب. منع الأجسام الدقيقة في البيئة من الدخول إلى الجلد ومن ثم استثارة الجهاز المناعي: وبوجود الخلل يكثر دخول البكتريا والملوثات البيئية إلى الجلد مسببة إما انتانات بكتيرية أو استثارة للجهاز المناعي. 2) العامل الوراثي: حيث يكثر ان يكون هناك أقرباء من الدرجة الأولى (الأبوان والاخوان)مصابين بها أو بأحد الأضلاع الأخرى ( حساسية الأنف والصدر ) . 3) العوامل المناعية : وهذه أيضا يكثر ان يحكمها العامل الوراثي حيث يمتاز الجهاز المناعي للمصابين باستجابته المفرطة للكثير من الأشياء في البيئة المحيطة
@ الأعراض والعلامات : غالباً ما تقسم أنواع اكزيما الاطفال إلى ثلاث مراحل : 1) إكزيما الأطفال الرضع (Infantile eczema) حيث تبدأ الإكزيما في أول ستة أشهر من العمر خاصة حوالي الشهر الثالث بظهور احمرار وتقشر على الوجنتين والوجه يمكن ان يتطور إلى بقع ناضحة بالسوائل 2) إكزيما الأطفال (Childhood eczema ): وتبدأ عادة بعد السنتين الأولى من العمر بظهور نفس الآفات ولكن في مناطق ثنايا الجسم الخارجية مثل خلف الركب وأمام الأكواع والوجه كما قد يحدث تعميم للجسم بكامله. 3) إكزيما البالغين (Adulthood eczema) : وهي امتداد للمرحلة الثانية وتشبهها في توزيع الآفات, إلا أنه يمكن ان تتقلص الأعراض إلى إكزيما في اليد خاصة في مناطق ظهر اليد والأصابع @ التشخيص و الفحوصات : يعتمد تشخيص اكزيما الاطفال بشكل رئيسي على تاريخ المرض والفحص السريري كما تجدر الإشارة هنا إلى ان الفحوص المختبرية غير مفيدة لتشخيص أو علاج اكزيما الاطفال وان كان يمكن استعمالها للمكونات الأخرى للمشكلة مثل حساسية الأنف أو الصدر.
@ العوامل المثيرة لاكزيما الاطفال: وينبغي التنبه لها لأهميتها في مضاعفة المشكلة ولأن تجنبها من أهم مقومات نجاح العلاج وأهمها مايلي : أ ) جفاف الجلد ب) المهيجات (Irritants): وتشمل جميع المواد الكيماوية التي تقع على الجلد وأهمها : 1- المنظفات والصوابين 2- المواد الكيماوية عامة 3- الصوف 4- الانتانات الجرثومية (Infections) : @ اكزيما الاطفال والغذاء : 1) يكثر يوجد انتاج مفرط للاجسام المضادة في الدم و هذا قد يؤدي إلى حدوث نتيجة موجبة لفحص الحساسية ، ولكن هذا قليلا ما يترجم إلى حساسية سريرية بمعنى حدوث أعراض مرضية في الحياة اليومية وبالتالي فان تجنب هذه المواد ذات الفحص الموجب نادراما يكون مفيدا للمريض.وكثيرا ما يؤدي اتهام الغذاء خاصة الحليب الى ومشتقاته إلى سوء التغذية وبالتالي تأخر في النمو الجسمي والعقلي للطفل @ المضاعفات : أ ) الإنتانات الجرثومية :حيث أن المصابين باكزيما الاطفال عندهم ضعف نسبي في المناعة الجلدية مما يسبب سهولة اصابتهم بالإنتانات الجرثومية المختلفة ب ) فشل النمو ( Failure To Thrive ) : حيث أن الإنتانات و الالتهابات الجلدية إضافة إلى تسرب المصل وسوائل الجسم من خلال مناطق الإكزيما يؤدي إلى إستهلاك طاقة الطفل مما يسبب ضعفاً في نموه. ج ) ضعف التحصيل الدراسي : حيث أن قلة النوم عند الطفل ليلاً بسبب الحكة المستمرة يؤدي إلى قلة تركيزه نهاراً مما يسبب ضعف تحصيله الدراسي ، وقد وجدت بعض الدراسات أن ذلك يتحسن بشكل ملحوظ بعد التحكم الصحيح في الإكزيما . د ) زيادة الضغط النفسي على الطفل والعائلة : و يحدث في الحالات الشديدة حيث تؤدي مضاعفات الإكزيما من إنتانات و تكرار الاستيقاظ من النوم بسبب الحكة الى حرمان الطفل وأبويه من النوم أثناء الليل إلى الشعور بالإرهاق و الإحباط كما قد يؤدي إلى مصاعب وظيفية للأبوين و دراسية للطفل المصاب مما قد يؤدي أحياناً إلى نشوب خلافات عائلية وأن يلقي كل طرف اللوم على الآخر .