تنشر صحيفة عناية الصحية ملخصاً لأهم القضايا الصحية في عام 2010 م حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية وتضمنت القضايا أحد عشر حدثاً رئيسياً كان له تأثير واضح على الصحة في العالم هايتي: دمار الزلزال وفاشية الكوليرا في كانون الثاني/يناير تعرّضت هايتي لزلزال عنيف ألحق بها أضراراً على نطاق واسع. وسارعت منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها في المجموعة المعنية بالخدمات الصحية الإنسانية إلى الاستجابة للمقتضيات الصحية ذات الأولوية، ومنها: - علاج الإصابات الرضحية الرئيسية - الوقاية من تعفّن الجروح - توفير المياه النقية ومرافق الإصحاح - تشجيع الاستمرار في توفير الرضاعة الطبيعية. وفي وقت لاحق من عام 2010، استأثرت فاشية الكوليرا بالمشكلات الصحية المطروحة في البلد. وقام مكتب منظمة الصحة العالمية للأمريكتين، في إطار الاستجابة الصحية المنسقة مع الشركاء، بتوفير ما يلزم من مساعدة لإنشاء مراكز علاج الكوليرا، وتدريب العاملين الصحيين، وتوزيع الإمدادات الطبية. بلوغ السل المقاوم للأدوية مستويات قياسية يشير التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية بعنوان "السل المقاوم للأدوية المتعدّدة والسل الشديد المقاومة للأدوية: تقرير عام 2010 العالمي بشأن الترصد والاستجابة" إلى أنّ بعض مناطق العالم تشهد إصابة ربع مرضى السل بشكل من المرض لم تعد المقرّرات الدوائية المعيارية قادرة على علاجه. غير أنّ من الأمور المشجعة العلامات التي تشير إلى قدرة الحكومات والشركاء على خفض مستويات ذلك السل المقاوم للأدوية بتنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية. التخطيط الحضري من ضروريات تحسين الصحة لقد بات أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية. وفي يوم الصحة العالمي، الذي يُحتفل به كل عام في 7 نيسان/أبريل، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة من أجل إبراز التخطيط الصحي كوسيلة أساسية لتحسين الصحة. وأظهر تقرير جديد - المدن الخفية - اشترك في إعداده كل من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية إلى وجود علاقة بين اعتلال الصحة والفقر في المدن، ودعا راسمي السياسات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التفاوتات القائمة في المجال الصحي. مكافحة تعاطي الكحول على نحو ضار تودي الكحول بحياة 2.5 مليون نسمة كل عام، بما في ذلك 320000 من الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة. وللتصدي لهذا الوضع أصدرت منظمة الصحة العالمية استراتيجية حدّدت المجالات ذات الأولوية التي تقتضي اتخاذ إجراءات على الصعيد العالمي، وقدمت الإرشادات للبلدان في هذا المجال، وكلّفت المنظمة بمهمة السعي، على جميع المستويات، إلى تعزيز الإجراءات الرامية إلى الحدّ من تعاطي الكحول على نحو ضار. الفيروس H1N1 في مرحلة ما بعد الجائحة عقب جائحة عام 2009، قطع الفيروس H1N1 مساره إلى حدّ كبير ودخل بحلول آب/أغسطس 2010 مرحلة ما بعد الجائحة. وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية، استناداً إلى المعارف المتوافرة بشأن الجوائح السابقة، إلى أن الفيروس سيستمر في الدوران لبعض السنوات كفيروس موسمي، وأصدرت إرشادات بشأن الرصد الوبائي والفيرولوجي، والتطعيم، والتدبير العلاجي السريري للحالات. كما قامت المنظمة بتأمين 78 مليون جرعة من اللقاح المضاد للفيروس H1N1 وتوفيره ل 77 بلداً من البلدان التي لا يمكنها، خلاف ذلك، الحصول عليه. تغطية الاحتياجات الصحية لأكثر من ستة ملايين نسمة من المتضرّرين من الفيضانات في باكستان وفّرت منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها في الميدان الصحي ما يكفي من الأدوية لتغطية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 6 ملايين نسمة خلال أزمة الفيضانات التي شهدتها باكستان في عام 2010. وركّزت استجابة المنظمة على مكافحة الأمراض السارية وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية وإعادة تشغيل المرافق الصحية المعطّلة والمتضرّرة. وفي تشرين الأوّل/أكتوبر، قامت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، بزيارة إلى البلد لاستعراض مدى تقدم الجهود التي تُبذل في مجالي الإغاثة الصحية والتعافي. التقدم المحرز في بلوغ المرامي الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة سلّط "تقرير منظمة الصحة العالمية السنوي الخاص بالإحصاءات الصحية العالمية 2010" و"تقرير الاتجاهات السائدة في وفيات الأمومة" الأضواء على التقدم المحرز منذ عام 1990 نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية: * انخفاض وفيات صغار الأطفال بنسبة الثلث * انخفاض عدد النساء اللائي يقضين نحبهن بسبب المضاعفات التي تحدث أثناء فترة الحمل وخلال الولادة بنسبة 34% . لكنّ تلك المكاسب ليست ثابتة ولا بدّ للعالم من قيادات قوية لتعزيز النجاحات وبلوغ المرامي ذات الصلة بحلول عام 2015. تعزيز التمويل الصحي من أجل زيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية وفّر "التقرير الخاص بالصحة في العالم 2010" للحكومات إرشادات عملية بشأن سُبل تمويل الرعاية الصحية. ومن خلال البيّنات المستقاة من جميع أنحاء العالم، بيّن التقرير للبلدان الغنية منها والفقيرة كيفية تعديل آلياتها الخاصة بالتمويل الصحي للتمكّن من إتاحة خدمات الرعاية الصحية لمزيد من الناس الذين هم في حاجة إليها.
مكافحة أمراض المناطق المدارية المنسية أمر ممكن تستشري أمراض المناطق المدارية المنسية في الأماكن الفقيرة، حيث تدني نوعية المساكن وتلوث البيئات بالقاذورات وتكاثر الحشرات والحيوانات الحاملة للأمراض. ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية المعنون "العمل من أجل التصدي لآثار أمراض المناطق المدارية المنسية على الصعيد العالمي" إلى أنّه بات من الممكن الحدّ بشكل كبير من البؤس والعجز الناجمين عن تلك الأمراض. أفريقيا تغتنم الفرصة للتخلّص من شلل الأطفال أطلق 15 بلداً أفريقياً في تشرين الأوّل/أكتوبر حملة تطعيم جموعية منسقة بغرض تطعيم 72 مليون طفل. ومرّ ما يقارب 290000 من مقدمي اللقاحات على كل بيت لتوفير قطرتين من اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال لكل طفل دون سن الخامسة في المناطق المعرّضة لأكبر مخاطر سراية المرض. بيد أنّه سُجّل، على الرغم من الجهود الجاري بذلها، وقوع فاشية من فاشيات شلل الأطفال في الكونغو بسبب وفود الفيروس المسبّب للمرض إلى ذلك البلد. كما شهدت عدة بلدان أخرى في إقليم منظمة الصحة العالمية لأوروبا أوّل حالة وفود لفيروس شلل الأطفال البري منذ عام 2002. لقاح التهاب السحايا في بوركينا فاصو يواجه 450 مليون نسمة مخاطر الإصابة بداء المكورات السحائية من النمط A، الذي يمثّل أهمّ أسباب انتشار التهاب السحايا الوبائي في جميع أنحاء أفريقيا. وتم استحداث لقاح جديد من قبل مشروع لقاح التهاب السحايا، وهو شراكة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة "باث" (منظمة غير حكومية)، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وقد شُرع في الأخذ بلقاح MenAfriVac الجديد في أواخر عام 2010. ويعد ذلك اللقاح بتوفير حماية طويلة الأجل للأطفال الذين تجاوزوا سنّ الواحدة، بسعر يمكن لسكان أفريقيا تحمّله.