بعث أ.د. توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون برقية تعزية ومواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والى حكومة وشعب المملكة الأبي عبّر فيها باسمه شخصياً وباسم مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي عن أحرّ التعازي وأصدق المواساة في وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السابق رحمة الله عليه - داعيا الله عزّ وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفقيا . وقال المدير العام للمكتب التنفيذي "نعزي أنفسنا والجميع في الفقيد - رحمه الله، فإننا نحتسبه عند الله عزّ وجل، وأن يجزيه خيراً عما قدم لدينه ووطنه، فلقد كان رجلاً وهب كل حياته وأفنى عمره في خدمة وطنه وأمته وسخّر كل جهده في تقوية الصف العربي والإسلامي وسعى بكل ما أوتي من حكمة للحفاظ على وحدة الكلمة ونبذ الخلاف والفرقة، حيث كان مثالاً رائعاً لأداء الأمانة واتسمت مسيرته بالعطاء الدبلوماسي المتميّز .. إن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل لهو فجيعة للأمة العربية والإسلامية،فقد رحل فارس وفقيه الدبلوماسية العربية والإسلامية وداهية العرب، حيث شكلت مسيرة حياته نموذجا فريدا للعطاء بلا توقف والنشاط والعمل الدؤوب والحنكة والحكمة وبذل الجهد والوقت لبناء وتوحيد ولم الشمل العربي والإسلامي. وكانت له على مدى حياته أيادي بيضاء على العمل الخليجي والعربي والإسلامي والدولي ... كان نموذجاً عظيماً لأمة عظيمة. إن مناقب وسجل الأمير سعود الفيصل رحمه الله حافل بالإنجازات والعطاءات، فهو الذي كنا نستشعر معه الدبلوماسية الحكيمة الناجحة، فما قدمه عبر مسيرة عطاء استمرت لأربعة عقود من الركض في مضمار العمل السياسي ودهاليز الدبلوماسية ليكون واحداً من أبرز المؤثرين في سياسة دول مجلس التعاون والعالم العربي والإسلامي أجمع بحنكة وابتسامة هادئة ونظرة جدية في الحق والوضوح استطاع خلالها اتخاذ القرارات وتعزيز آفاق السلم السياسي. لقد عمل الأمير الراحل بكل ما أوتى من قوة وإخلاص كي تتواصل مسيرة الوطن نحو المزيد من البناء والرخاء والتقدم على الصعيد الداخلي والخارجي مما جعله موضع تقدير واحترام ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما على مستوى المجتمع الدولي بأكمله... فلقد كان رجل سياسة من الطراز الأول، قاد مسيرة الخارجية السعودية أربعين عاماً؛ حيث طبع الدبلوماسية السعودية بطابعه خلال هذه السنوات الطويلة لعبت خلالها مملكتنا الحبيبة دوراً كبيراً كقطب للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط... لقد كان وجود الأمير الراحل على الساحة السياسية العربية والإسلامية مطمئناً، إنه كان بمثابة صوت العقل والرصانة والصدق والموضوعية، فقد كان - رحمه الله - مخزوناً استراتيجياً للأمة العربية والإسلامية بل والعالم بحنكته ودهائه وثقافته الواسعة وحضوره المميز ومهارته الدبلوماسية والسياسية. واستطرد أ.د. خوجة قائلاً.. تحتبس الكلمات وتجف العبارات عندما يقف الإنسان عاجزاً عن رحيل الأمير سعود الفيصل.. رجل المواقف والعطاء والهمة العالية، رجل قدم الكثير والكثير ولم يألو جهداً في خدمة دينه ووطنه... فأوفى وتسامى بالرقي فأبدع... فوداعاً أيها الفارس الذي تجمّعت فيه كل المعاني السامية، فمآثر الأمير الراحل وفضله كثير ولا يمكن أن تختزل في تصريح مثل هذا.. ولكن حقه علينا أن يسجّل الوطن تاريخه في سفر مبارك يرصد هذه السيرة العطرة للقدوة الحسنة. حفظ الله بلادنا الغالية ومليكنا، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب الدعاء . والله من وراء القصد إنه نعم المولى ونعم النصير ..