بعث البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون برقية تعزية ومواساة إلى خادم ... الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والى حكومة وشعب المملكة الأبي عبر فيها عن أحر التعازي وأصدق المواساة على فقيد الأمة العربية والإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمة الله عليه - داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفقيا . وأشار خوجة إلى أنه من نعم الله على هذه البلاد أن مّن الله عليها بقيادة حكيمة على يد ولاة رعوها حق رعايتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز أل سعود رحمه الله الى يومنا هذا في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . وكل عاقل يدرك ماوصلت الية هذه البلاد والحمد لله في العصر الحاضر من تطور في مختلف المجالات التي من أهمها التعليم والصناعة والزراعة والتجارة والصحة ووسائل الاتصالات وتلك الانجازات الصحية التي تشهدها بلادنا تتحدث عن نفسها ... جزى الله القائمين عليها خير الجزاء إن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هذا الحدث الجلل لهو فجيعة للأمة العربية والإسلامية ورجلا من أكابر رجالاتها حيث شكلت مسيرة حياته نموذجا فريدا للعطاء بلا توقف وللقيادة الواعية الرصينة والحكيمة آل على نفسه النهوض ببلادنا الغالية وبذل الجهد والمال والوقت لبناء النهضه العصرية للمملكة وتوحيد الصف العربي والإسلامي وكانت له على مدى حياته أيادي بيضاء على العمل الخليجي والعربي والإسلامي المشترك بل والعالمي... كان نموذجاً عظيماً لأمة عظيمة. إن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه يمثل خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية ، فقد ورث الأمير الراحل الكثير من صفات والده الملك عبدالعزيز وهو أعظم الشخصيات في تاريخ المملكة العربية السعودية والمؤسس الأول للدولة وبانيها على الدين والأخلاق والإيمان .. هذا العبقري الذي وحد الجزيرة مكانا وإنسانا وأخذ أبنائه من بعده أساليب ومهارات وسمات القيادة الحقة التي تمثلت في الإيمان بالله واتخاذ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام القدوة الحسنة والكارزمية المتمثلة في ثقته الكبيرة بالنفس ورؤاه البعيدة التي يسعى لتحقيقها والعقيدة التي يسعى بكل جهده لنشرها وهي العقيدة الإسلامية الوسطية السمحاء والقدرة على إقناع الآخرين وجذبهم معه . إن الكلمات لتحتبس وتجف العبارات عندما يقف الإنسان عاجزاً عن رحيل سلطان الخير وأمير القلوب ورجل الوفاء... رجل قدم الكثير والكثير ولم يألو جهداً في خدمة دينه ووطنه... فأوفى وتسامى بالرقي فأبدع... فلا الكلمات جادت ولا الحب و المشاعر فادت... فوداعاً أبا خالد.... رجل الأمة... وداعاً أيها الفارس الذي تجمعت فيه معاني الخير، وتجسد فيه ما اختلف حوله المفكرون والباحثون عن مدلولات الخير، فهو الأمير الإنسان الذي أوقف جهده ووقته، بل أوقف عمره - رحمه الله - في خدمة الميدان الإنساني، إنه شمعة تحترق لتضيء الدرب للآخرين ومصباحاً متقداً ستسير على سناه الأجيال، فهو حقاً فخر لكل مواطن على ثرى هذه البلاد. إن هذه المساحة المحدودة لا تتيح لي ولا لغيري بسرد قسط - ولو يسير - من مآثر شخص كريم، فحسبنا في ذلك استنطاق إنجازاته التي لا تخطئها عين الرجل البسيط، استنطقوا الصحة، الاقتصاد، التجارة، أعمال الخير، خدمة البيئة... لتحدثكم عن سلطان، عن فضله ومآثره، سلوها لتجيبكم إجابة صامتة ولكنها أصدق وأبلغ من أي مقال ولو كان كاتبه ممن يملك ناصية الأدب والبيان والبلاغة، واستنطقوا - إن شئتم - وزارة الدفاع تلك القلعة الشامخة التي نالت غاية التطوير والإنجاز، استنطقوها، واستنطقوا ما فيها من مظاهر التجديد والتحديث وما حظي بها من التطوير.كل هذا الذي ذكرناه وغيره، لا يمثل إلا قطرة من فيض همير من إنجازات الراحل رحمه الله تعالى... هذا السلطان الخيّر الكريم... فمآثر الأمير الراحل وفضله علينا - نحن منسوبي الصحة- كثير كثير ولا يمكن أن يختزل في تصريح مثل هذا.. ولكن حقه علينا أن يسجل الوطن تاريخه في سفر مبارك وكتاب يرصد هذه السيرة العطرة للقدوة الحسنة. حفظ الله بلادنا الغالية ومليكنا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب الدعاء . والله من وراء القصد إنه نعم المولى ونعم النصير ..