أجرى فريق عمل طبي جراحي من منسوبي مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية - الرياض عملية زراعة كبد وكلى لطفله بربيعها الثالث تكللت بالنجاح، قام والدها بالتبرع لها بجزء من الكبد والكلية، وتعد هذه العملية " الثامنة " من نوعها، بعد إجراء سبع عمليات سابقة خصصت للكبار. وتعتبر هذه الحالة معقدة ولا تتم الا في أكبر المراكز العالمية نظرا لصعوبة ايجاد أعضاء مناسبة لوزنها وسنها، وجرت العادة أن تكون أعمار من خضع لمثل هذه العمليات " زراعة كبد وكلى بوقت واحد " في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بمتوسط عمري مقارب للستين عاما. وأوضح الدكتور خالد عمر عبدالله، استشاري ورئيس مركز جراحة الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بأن الفحوصات المبدئية بينت استقرار حالة الطفلة ووالدها وبالإضافة لحاجة الطفلة لزراعة كبد وكلية بنفس الوقت، مما جعل والدها يقرر استئصال جزء من الكبد بالإضافة للتبرع بإحدى كليتيه. يذكر أن والد الطفلة أحد منسوبي وزارة الحرس الوطني. واتضحت إمكانية التبرع بعد المطابقة والتقييم وضمان نسبة كبيرة لسلامة المتبرع والمريض ونجاح عمليتهم. وبين الدكتور خالد بأنه تم تشكيل فريق عمل مكون من جميع التخصصات الطبية مع التنسيق المتكامل بينهم، سواء للفريق الجراحي المختص باستئصال أعضاء المتبرع وحتى الفريق الجراحي المسؤول عن عملية المتبرع لها، والمح الدكتور خالد بالتوسع المستمر لمركز وجراحة وزراعة الأعضاء بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. ومن جانبه أوضح الدكتور وائل عبدالعزيز العوهلي أنه كلما زاد وزن الطفل كلما كانت العملية أسهل نسبيا، مؤكدا ندرة عمليات زراعة عضوين بنفس الوقت محليا وعالميا، مفضلا أن يكون المتبرع في مثل هذه الحالات من الأقارب، حيث يرفع ذلك من معدلات نجاح العملية ويجعلها مرنة من كل النواحي. وأردف العوهلي قائلا الطفلة كانت تعاني من فشل كلوي وفشل في وظائف الكبد مما اضطرها لعمل الغسيل الدموي، وبعد تقييم حالتها وجدنا أهمية زراعة العضوين معا دون استثناء احدهما، واستغرقت العملية " 10 " ساعات على مراحل: الأولى زراعة الكبد ومن ثم نقل الكلية وبدأتا في العمل مباشرة مما زاد نسبة التفاؤل ومن ثم نقل الطفلة ووالدها للعناية المركزة.