نجح فريق جراحي من منسوبي مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بإجراء عملية زراعة كبد وكلى بنفس الوقت لطفلة في الثالثة من عمرها تبرع لها والدها بجزء من الكبد وكلية، وتعد العملية الجراحية الأولى التي يتم إجراؤها في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بوزارة الحرس الوطني الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه - بافتتاحه مؤخراً ضمن عدد من المشاريع الصحية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، ويعد هذا المستشفى التخصصي صرح طبي عملاق، متضمناً العديد من الأقسام والتخصصات الطبية الدقيقة في مجال طب وجراحة الأطفال. وحول العملية وحالة الطفلة قال الدكتور خالد عمر عبدالله استشاري ورئيس مركز جراحة وزراعة الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض،بأن الطفلة وعمرها 3 أعوام كانت تحتاج لعملية زراعة كبد وكلى في نفس الوقت وكان المتبرع لها والدها وهو من منسوبي وزارة الحرس الوطني العسكريين ويبلغ من العمر 34 عاماً، وقد تمت عمليات التقييم والمطابقة للدم ومدى قابلية الكبد لاستئصال جزء منها وكذلك تقييم الكلى، وذلك بما يكفل سلامة المتبرع وتحقيق نتائج إيجابية في المستقبل، كما تم تقييم حالة المُتبرع لها (الطفلة) لمعرفة ما إذا كان ثمة عائق للنقل وهي عملية معقدة ولا تتم إلا في أكبر المراكز العالمية. وأضاف بأنه تم عمل فريق من كل التخصصات الطبية والتنسيق الكامل بين الفريق الجراحي الذي سيقوم بعملية المتبرع واستئصال جزء من الكبد أولا ثم استئصال الكلية وعملية المُتبرع لها لنقل الكبد والكلية، وكان وضع المتبرع ما بعد العملية مستقر وخرج من المستشفى بعد خمسة أيام من إجراء العملية. وأضاف الدكتور خالد بأن عمليات زراعة الكبد والكلى في نفس الوقت غالباً ما يكون المتبرع من الأقارب للنواحي الطبية بالإضافة لما فيه من الجوانب الإنسانية بتبرع الآباء للأبناء أو العكس، ونوه بالتوسع الذي يشهده مركز جراحة وزراعة الأعضاء بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. من جهته قال الدكتور وائل عبدالعزيز العوهلي استشاري جراحة الكبد وزراعة الأعضاء وجراحة الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض،بأن الطفلة تزن (10) كجم، وكانتتعاني من فشل كلوي وفشل في وظائف الكبد مما اضطرها لعمل الغسيل الدموي، وقد تم عمل تقييم لحالتها لزراعة كبد وكلى وتكون نسب النجاح هنا بزراعة عضوين أعلى من زارعة عضو واحد مع وجود فشل في العضو الآخر، وقد تمت العملية على مراحل ففي المرحلة الأولى تم زراعة الكبد ومن ثم نقل الكلية وقد استمرت العملية لمدة (10) ساعات وبدأت الكلية والكبد في العمل مباشرة مما يرفع التفاؤل بالنجاح على المدى الطويل ومن ثم نقلت الطفلة للعناية المكثفة وهي الآن ووالدها كذلك بحالة صحية جيدة يتماثلون للشفاء وستستمر متابعتهم على حسب برنامج المتابعة مدى الأشهر المقبلة. وأوضح الدكتور العوهلي أنه كلما كان وزن الطفل أكبر كلما كانت العملية نسبيا أسهل ولكن حالة الطفلة الصحية كانت تستدعى التدخل السريع، وأشار إلى ندرة مثل هذه العمليات محلياً وعالمياً (زراعة عضوين في نفس الوقت) بالنسبة للأطفال لندرة الحالات بالإضافة لعدم وجود متبرعين متوفين مناسبين لأوزانهم، لذلك يكون الخيار الطبي الأمثل هو أن يكون المتبرع من الأقارب حيث يرفع ذلك من معدلات نجاح العملية ويجعلها أكثر مرونة فيما يخص التقييم والمطابقة والتوقيت.