الكثير منا لا شك يعرف أنه يوجد 6 فصائل من فيروس كورونا تتابعت الإصابات بها على مستوى العالم في العقدين الأخيرين، وفي عام 2012 اكتشف الفصيل السادس منها في المملكة العربية السعودية وسمي الفصيل (نوفل كورونا)، أو متلازمة الشرق الأوسط. ينتقل الفيروس عن طريق التنفس وتبدأ مظاهره في ارتفاع في درجة الحرارة وسعال وضيق في التنفس مصحوبا بالتهاب في الجهاز التنفسي وقد ينتهي إذا لم يعالج بالتهاب رئوي وهبوط في الكليتين. وبفضل من الله ثم بجهود المسؤولين انقطع المرض أو كاد لفترة من الزمن ثم عادت حالات منه للظهور مؤخرا. السؤال هو: لماذا عاد ظهور المرض بعد انقطاع ؟ هذا شأن كثير من الأمراض المعدية إذا لم تستأصل من جذورها، طالما كانت بؤرات المرض موجودة، وقد تكون كامنة إلى حين. أنا واثق أننا بعون الله سنتغلب على هذه العودة بالجهود التي ستبذل، وسنعود إلى قواعدنا سالمين. ولكن حتى نضمن عدم عودة المرض مرة أخرى، لا بد لنا من معالجة الموضوع من جذوره. وبخطة متوسطة وبعيدة المدى. ولن يكون ذلك إلا بإشاعة التوعية الصحية حتى يعرف كل إنسان ما هي أسباب المرض، وما طرق الوقاية منه، وأيضا بإصحاح البيئة، وبتحويل مستشفياتنا العلاجية إلى مستشفيات معززة للصحة، وبتطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية لتصبح مراكز للرعاية الصحية الشاملة الوقائية والعلاجية والتطويرية. أي بالاستفادة من إمكانات المسشفيات والمراكز الصحية على نطاق أوسع من مجرد معالجة المرضى الذين يرتادونها. نشرت الصحف مؤخرا على لسان الصديق الدكتور حسن البشري ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة أن الخطط الوقائية والإجراءات الاحترازية تكمن أساسا في التثقيف الصحي. وأؤيد الدكتور البشري في ما ذهب إليه مضيفا أن التثقيف الصحي لا يحتاج فقط إلى ميزانية ضخمة توجه إليه وإنما أيضا إلى خطة مبنية على أسس علمية تعتمد فيما تعتمد على وجود كوادر بشرية متخصصة في التثقيف الصحي. كما أن تطبيق التوجه العالمي الذي ينادي بتحويل المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية التي يغلب عليها حاليا الطابع العلاجي إلى مستشفيات معززة للصحة، ومراكز للرعاية الصحية الشاملة سيكون من أهم العوامل الوقائية والاحترازية ضد فيروس كورونا أو أي مرض معدٍ أو غير معدٍ آخر. هذان الإجراءان لا يمكن لهما أن يتحققا إلا بخطة هادفة بعيدة المدى يوضع لها الميزانية الملائمة ليصبحا على رأس الأولويات لوزارة الصحة والمؤسسات الأخرى المعنية بالصحية. بقلم زهير أحمد السباعي