تزايد الاهتمام العلمي والاجتماعي بالاضطرابات الجنسية المصاحبة للنوم بعد تقرير الدكتور كولن شابيرو الشهير، والذي تسبب في براءة متهم لدى محكمة كندية من تهمة.. الاعتداء الجنسي في عام 2005، بعد ثبوت تشخيصه بهذا النوع من اضطرابات النوم، وعلى الرغم من استئناف الحكم، إلا أن جلسة الاستماع أيدت حكم البراءة عام 2008. ووصف الدكتور أيمن بدر كريّم الباراسومنيا (Parasomnia)، بأنها إحدى تصنيفات اضطرابات النوم المعروفة بوصفها اضطرابات سلوكية حركية لاإرادية تحدث خلال النوم، وتتضمن أنواعا عدة: كالمشي والكلام والأكل أثناء النوم وتمثيل الأحلام، بيد أن اضطرابات النوم الجنسية (Sexsomnia) لم تظهر على الساحة الطبية إلا منذ سنوات قليلة، وهي إحدى اضطرابات النوم غريبة الأطوار التي مازالت تثير الجدل والنقاش الذين قد ينتهيان بانضمامها رسميا إلى مجموعة "الباراسومنيا". أما الدكتور "كولن شابيرو" أحد الاختصاصيين العالميين في اضطرابات النوم (تورونتو، كندا)، فقد وصف في عدد يوليو من "المجلة الكندية للطب النفسي" (2003)، مجموعة اضطرابات سلوكية تعرض لها أشخاص أثناء نومهم تضمنت ممارستهم العادة السرية أو الملاطفة، أو محاولة الانخراط في عملية جنسية مع شريك حياتهم بطريقة غير معتادة، في غياب وعيهم التام أوعدم تذكرهم القيام بمثل تلك الممارسات. وقال كريّم إن الرجال يتعرضون بنسبة أكبر من النساء لاضطراب النوم الجنسي، والذي يوصف أحيانا بالعنيف أو غير الطبيعي وحتى العدواني، وقد يتذكر بعض الرجال المصابين به أحلاما تحوي ملاطفة أو إثارة جنسية أو ممارسات جامحة. وتحدث هذه السلوكيات خلال مرحلة النوم العميق (غير الحالم) بصورة حصرية، ويمكن أن تستمر ل (30 دقيقة)، وتساعد بعض العوامل الأخرى كانقطاع التنفس أثناء النوم، وتناول الكحول والحرمان من النوم على ظهورها وزيادة حدتها. ورأى الدكتور كريّم أن اضطرابات النوم الجنسية تستحق مزيدا من الدراسات العلمية، للوقوف على مدى انتشارها، وأسبابها، وطبيعتها، إضافة إلى أساليب علاجها، ومعرفة مضاعفاتها السلوكية والاجتماعية، وخاصة على التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين، فكثير من المصابين بهذا الاضطراب، يتجنبون الحديث عنه أو الشكوى منه، منعا للإحراج وتجنبا للتفسيرات المضطربة من أصدقائهم أو أقربائهم.