اعتبر الدكتور عبد الله الحقيل استشاري أمراض معدية أن "الأمراض المنقولة عن طريق الهواء أو الطعام هي أكثر الأمراض المعدية شيوعا في الحج وهي تشكل الالتهابات الفيروسية أو ما يعرف بإصابات الجهاز التنفسي، وهي في غالبيتها إصابات خفيفة وعارضة إلا لمن لديهم خلل في الجهاز المناعي أو أمراض مزمنة، وأبرز هذه الفيروسات هي الأنفلونزا حيث تتسبب في المضاعفات لدى أكثر من 40% من كبار السن أو من يعانون من خلل في الجهاز المناعي". وأشار الحقيل إلى أنه "ونظرا للزحام الشديد وتنوع مصادر مجيء الحجيج وخلفياتهم الصحية وأماكن قدومهم فهناك الكثير من الأمراض قد تنتقل عن طريق الهواء مثل السل والتهاب السحايا وغيرها، أما الطعام فهو المصدر الثاني للإصابات و بالرغم من الجهود الجبارة التي تقوم بها الجهات الرسمية لمنع بيع الطعام من قبل المتجولين، والإشراف على نقاط بيع المأكولات إلا أنها لا تستطيع منع بيعها بتاتا، لذلك تأتي مسؤولية الحاج وضرورة أخذه للحيطة والحذر والحرص على أن يكون الطعام الذي يتناوله من أماكن تخضع للإشراف، والابتعاد عن الاطعمة المكشوفة". جاء ذلك أثناء استضافة مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة للدكتور عبد الله الحقيل استشاري أمراض معدية في خدمة "صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان" التي تقدمها وزارة الصحة عبر هاتفها المجاني 8002494444 وعبر موقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، من خلال استضافة كوكبة من أبرز الأطباء والاستشاريين من مختلف التخصصات الصحية لتوعية الحجاج ومساعدتهم على تأدية فريضة الحج دون مشاكل صحية بإذن الله. وعن أبرز الإجراءات الوقائية التي يجب على الحاج أن يوليها الاهتمام قبل آداء فريضة الحج قال الدكتور عبد الله الحقيل أنه "على الحاج الحرص على أخذ التطعيمات وأبرزها لقاح الأنفلونزا الموسمية، ويعد لقاح السحايا ضرورة قصوى ومطلب أساسي على أن يتم أخذه قبل أداء فريضة الحج بمدة لا تقل عن أسبوعين للوصول إلى حد فاعل من المضادات في الجسم". كما ونصح الدكتور عبد الله الحجاج بالحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار والتأكد من سلامة الغذاء خاصة لمن ليدهم أمراض مزمنة مثل السكري والقلب والكلى أو من يتناولون أدوية مخفضة للمناعة مثل مرضى الروماتيزم وغيرهم. كما أشار الدكتور عبد الله الحقيل أن لبس الكمامات يساعد على الحد من انتقال الجراثيم عن طريق الجهاز التنفسي إلا أنها ليست مانعة بشكل تام حيث تكون فعاليتها اكثر في الإصابات البكتيرية( مثل الدرن) مقارنة بالفيروسية ( الأنفلونزا او الكورونا) لأن حجم البكتيريا أكبر من حجم الفيروسات ولكنها تساهم بشكل جيد في الحد من الإصابة، وشدد الحقيل أنه عند استخدام الكمامات يكون لا بد من تغطية الفم والأنف بشكل جيد، وكذلك التأكد من استبدالها عند ملاحظة أي بلل على الكمامات حيث أن بلل الكمامات يجعلها مضرة بدل ان تكون واقية. وفيما يخص فيروس الكورونا وكيفية الوقاية منه أشار الحقيل أنه ولله الحمد فإن الإصابات محدودة جدا، فعلى المستوى الدولي وخلال أكثر من 14 شهرا لم يسجل أكثر من 130 حالة كما أن فرص انتقال الفيروس بين البشر ليست عالية جدا كما هو الحال في الأنفلونزا الموسمية، إضافة إلى أن درجة الإمراض و ضراوة الفيروس غير معروفة بشكل دقيق حيث لم يتم عمل استقصاء وبائي بشكل واسع لمعرفة كم ممن تعرض للإصابة يحدث لديهم مضاعفات خطيرة إلا أنه استنادا إلى مؤشرات الفترة السابقة خصوصا موسم العمرة المنصرم فإن التوقعات مطمئنة جدا إن شاء الله . وعن كيفية تعاملهم مع الأمراض المعدية وبخاصة فيروس كورونا وتحديدا في موسم الحج قال الحقيل أن وزارة الصحة طبقت جميع التوصيات التي تتبناها المراكز الدولية للوقاية من العدوى بما في ذلك فحص وعزل جميع الحالات ليس فقط المؤكدة بل وحتى المشتبه بها.