أكد الدكتور مقبل عبدالله الحديثي، أن الأنفلونزا من أبرز الأمراض المعدية التي يشهدها موسم الحج، والتي تصيب الحجاج من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، وهي شكل من أشكال الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ومن أبرز أعراضها التهاب حاد في الحنجرة يمتد إلى الجيوب الأنفية والأنف والشعب الهوائية والقصبة الهوائية، ما يؤدي إلى حصول رشح وسعال قد يكون شديدأ في بعض الأحيان، مع إرهاق عام وألم في العضلات خاصة. وأضاف الدكتور الحديثي، وهو استشاري الأمراض المعدية في كلية الطب في جامعة الملك سعود، واستشاري الأمراض المعدية ورئيس مكافحة العدوى في مستشفى دلة، أن من الأمراض المعدية التي قد يصاب بها الحجاج التهابات الجهاز التنفسي السفلي، خصوصاً كبار السن ومن لديهم أمراض في الرئتين والمدخنين ومرضى السكري والفشل الكلوي، وكذلك من لديهم نقص في المناعة كمرضى زراعة الأعضاء. وتعدّ هذه الأمراض أقل شيوعاً من سابقتها بفضل التدابير الوقائية والكشوفات الصحية المسبقة، التي تتطلبها الإجراءات التي تسبق القدوم إلى أداء الفريضة من قِبل الجهات الرسمية. وقد سارعت الجهات المختصة إلى تجهيز وتوفير ثمانية مستشفيات متخصصة وذات كفاءة عالية في مكةالمكرمة، بالإضافة إلى سبعة مستشفيات في المشاعر المقدسة بسعة سريرية تقدر بحوالي ثلاثة آلاف سرير وخدمات الطوارئ والعناية المركزة، وأكثر من مائة مركز صحي منتشرة في منطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تقدم العلاج وتباشر الحالات البسيطة وتنقل الحالات الأخرى للمستشفيات. ونصح الدكتور الحديثي الحجاج بضرورة اتباع عدد من التدابير الوقائية التي تقلل من نسبة التعرض للإصابة بالعدوى، والاعتناء بالنظافة الشخصية أثناء الحج، مع أهمية ارتداء الكمامات الواقية (على الأنف والفم) خاصة في الأماكن العامة (الطواف ورمي الجمرات)، واستخدام المعقمات والمطهرات مثل الصابون الطبي أو استخدام الكحولات المعقمة، التي تتوفر في الصيدليات بأسعار رخيصة. وأشار الدكتور الحديثي إلى حالات الإسهال والتسمم الغذائي التي غالباً ما تكون معدية، إلا أن السياسات الرقابية ومتابعة وزارة الصحة والجهات المعنية المختصة قللت من نسبة الإصابات. وبالنسبة للأمراض المعدية الأخرى كالحمى الشوكية أو التهاب السحايا فأصبحت نادرة بفضل استخدام الوسائل الوقائية مثل اللقاح السنوي الذي يقدم للحجاج سنوياً ولم تسجل أي حالة منذ أكثر من 15 سنة. وفيما يتعلق بفيروس الكورونا أو الفيروس التاجي المكتشف مؤخراً، أكد الدكتور الحديثي أنه تم تسجيل ثلاث حالات فقط، حالتان لمواطنيْنِ سعوديين، والثالثة لمواطن قطري، تم نقلهم إلى لندن للعلاج وتم عزل الفيروس. مشيداً بالجهود المبذولة للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن الأمراض الصحية للحجاج تختلف باختلاف المواسم.