اختتمت الجمعية السعودية لطب تقويم الأسنان، مساء أمس، مؤتمرها العلمي السنوي السابع الذي عقد في فندق الريتز كارلتون بالرياض، بحضور أطباء تقويم الأسنان في المملكة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصر، وأشهر أستاذ في طب تقويم الأسنان في العالم البروفيسور وليام بروفيت من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدةالأمريكية. وأوضح رئيس الجمعية السعودية لتقوم الأسنان، نائب الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور سليمان بن عمران العمران، أن مؤتمر هذا العام هو السابع الذي يجمع جميع المتخصصين في مجال طب تقويم الأسنان سعوديين وغير سعوديين من داخل المملكة العربية السعودية ويعقد بالتناوب بين الرياضوجدة بوصف المدينتين تضمان أكبر تجمع لأطباء تقويم الأسنان. وقال الدكتور العمران، في حديث لوكالة الأنباء السعودية إن القائمين على الجمعية يحرصون على استقطاب علماء من مختلف دول العالم للاستفادة من خبراتهم، بالإضافة إلى دعوة عدد من الشركات المسئولة عن التجهيزات ومواد طب الأسنان، مشيرا إلى أنه من عام لآخر يزداد عدد المسجلين لحضور المؤتمر، وترتقي معه البرامج العلمية ومحتواها. وأضاف أن الجمعية وفقت هذا العام في دعوة الدكتور وليام بروفيت الذي يعد مرجعا دوليًا في طب تقويم الأسنان لكل أساتذة جامعات العالم، وله مؤلف يدرس في كافة كليات طب الأسنان في مختلف دول العالم، مبينا أن مشاركته الحالية خلال هذا المؤتمر تعد الأولى له في المملكة، ويعد ذلك مكسبا كبيرا للمؤتمر والجمعية، إضافة إلى مشاركات أطباء دول مجلس التعاون والدول العربية، وطلبة الدراسات العليا في طب تقويم الأسنان من كليات طب الأسنان بجامعات المملكة. وأوضح أن عدد الأطباء السعوديين المتخصصين في تقويم الأسنان يتجاوز حاليا 200 طبيب وطبيبة، وهناك أكثر من برنامج للدراسات العليا في المملكة (ماجستير، دكتوراه، زمالة)، مشيرا إلى أن برنامج الدراسات العليا بجامعة الملك سعود يعمل منذ 15 عاما على تخريج أطباء أسنان في مرحلة الماجستير، كم أن هناك البورد السعودي الذي يتبع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، إضافة إلى 35 طبيبا وطبيبة أسنان مازالوا على مقاعد الدراسات العليا في تخصص تقويم الأسنان. وردا على سؤال عن الفئات الأكثر حاجة إلى تقويم الأسنان هل هم الأطفال أم الشباب؟ أشار رئيس الجمعية السعودية لتقويم الأسنان الدكتور سليمان العمران إلى أن تقويم الأسنان يستهدف أمرين أساسيين أولهما: علاج إعاقات وظيفية، والآخر: أشياء جمالية أو تجميلية. وقال العمران إن الأشياء الوظيفية هي التي تعيق المريض عن استخدام أسنانه ووظائف الفم بشكل جيد، مثل النطق ومفصل الفك، والتشوه في حجم الفك كبره وصغره، مبينا أن هذه هي المشكلات الوظيفية التي تؤثر أحيانا على الناحية النفسية للمريض، فيما على الجانب الآخر هناك أمور جمالية تتراوح بين تجميلية بسيطة وأخرى كثيرة. وأضاف أن معظم من يزورون عيادات تقويم الأسنان طلبا للعلاج هم أصحاب الحاجات التجميلية للأسنان، فيما العلاج الوظيفي قليل لأنه صعب، غير إن الأولوية في المستشفيات الحكومية على وجه الخصوص تعطى لعلاج الجانب الوظيفي للأسنان والفكين. وأبان أن العلاج الوظيفي هو الذي يهتم به الأطباء لذلك بعض المستشفيات الحكومية وضعت تصنيفا للحالات لكي تعطي الأفضلية للناس الذين لديهم مشكلات وظيفية أو إعاقات وظيفية. وتابع أن الأمور التجميلية مهمة لأنها في نهاية المطاف تعني نوعية أو جودة الحياة Quality of life فإذا كانت أسنان المرء جيدة ونظيفة ومرتبة فإن هذا يمنحه نوعا من الثقة بالنفس، يضاف إلى ذلك أن ما يصنف في السابق من الأمور الكمالية أصبحت في الوقت الحاضر أساسية تترك أثرا نفسيا على الابن أو البنت حتى لو كانت بسيطة في نظرنا فهي مهمة لهم. وأضاف رئيس الجمعية السعودية لتقويم الأسنان الدكتور سليمان العمران ، أنه يفترض أن يبدأ فحص الأسنان لمعرفة الحاجة للتقويم من عدمه من عمر سبعة أعوام، مشيرا إلى أن هذا الفحص لا يعني التدخل بل بغية الاطمئنان ذلك أن التدخل في سن مبكرة من شأنه تفادي مراحل طويلة من العلاج، مبينا أن تقويم الأسنان يمتد إلى سنوات كثيرة. وحول الحاجة إلى تجميل الأسنان بالتقويم فيما يمكن تسميته "تجارة تقويم الأسنان"، أوضح الدكتور العمران أن المسألة قد لا تكون تجارة بقدر تحول الأشياء الكمالية في الحياة إلى أساسية، مثل زيادة عمليات تجميل الأسنان بالتقويم وعمليات الليزك للعيون بغية تحسين جودة حياة الإنسان. وردا على سؤال عن دور الجمعية في وضع مدونة أو نظام يكون مرجعا لتقويم الأسنان، بحيث لا يبالغ الأطباء في عمليات التقويم؟ أفاد العمران أنه من المهم أن يكون الطبيب صادقا مع المريض وأن يؤدي الأمانة، مشيرا إلى أن القضية ليست تقويم وحسب، ذلك أن بعض الناس لا يناسبهم التقويم بل قد يضرهم، فليس كل تقويم يكون نافعا ولا كل طبيب مؤهل لعمل تقويم، بل لابد أن يكون الطبيب متخصصا ومؤهلا. وأبان أن تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية يحد إلى حد كبير من تكاثر غير المؤهلين، مبينا أن الهيئة هي أول من يجري تقييما للممارسين، فيما الجمعية ليست جهة تنفيذية بل علمية بحثية واستشارية، لافتا إلى أن الجمعية تعمل الآن على وضع وصف وظيفي لكل فئة من أطباء تقويم الأسنان، فهناك: "طبيب مقيم تقويم"، و "طبيب نائب أخصائي تقويم"، و "طبيب نائب أول تقويم"، وهناك "استشاري تقويم"، وهذه كلها فئات أو درجات أطباء تقويم الأسنان التي تعمل جمعية تقويم الأسنان السعودية على وضعها. وانتهى إلى القول : إن الوصف الوظيفي ووصف المهام سيرفع بعد الانتهاء منه إلى مجلس الخدمات الصحية وإذا أقر من المجلس يصبح نظاما ملزما، ومن ثم يعد كل من لا يلتزم بهذا الوصف الوظيفي متجاوزا لنظام ممارسة المهنة وبالتالي تطبق عليه العقوبة المناسبة.