جار البرميل
فاغراً فاه نحو السماء ... كأنما ينوي التهام الشمس.. يبتلع ويبتلع دون هوادة، لا ينظر لما يأكله، ولا حتى يتكلف عناء مضغه، جزء من ثانية هو زمن الرحلة من فمه لجوفه، الفم المفتوح يردد صامتاً القموني ما تشاؤون، جسده الممسوخ أعفاه من أي جارحة (...)
إنه هنا بجانب بوابة الجسر العميق، حيث المركبات الملونة تمطر فوهة الجسر، ينسل من رافعته العتيدة، يرسل نصف جسده العلوي للداخل ويبسط ذراعه ليلتقط كيس الخيش الذي اعتاد أن يضعه فوق رأسه تلافيا للهيب الشمس.. يصفق الباب، وعلى بعد خطوتين.. حيث الاطار (...)
دموعه فوران ينبوع لا ينضب، يتلوى فوق الوحل كسمكة اصطيدت للتو، يقفز عاليا وهو يقلب رأسه يمينا ويسارا كديك مذبوح، يعلن بالويل والثبور القدر والدنيا والناس وجميع المخلوقات.. بكل ما أوتي من قوة يهوي بناصيته الوارمة نحو ما تقع عليه عيناه من اجسام صلبة (...)
استيقظ وكالعادة، قبل شروق الشمس بقليل، ليصلي الفجر ويستعد لمشقة يوم جديد وسط أمواج الخليج الزاحفة بحماس نحو القرية، وما أن فرغ من الصلاة حتى اتجه نحو قلة التمر الرابضة في زاوية العريش، وبدأ يلتقط كل تمرة تبرز من بين أخواتها، حتى بان النقص منها، (...)