كنا في استراحة وقد جُلبَ لنا بطيخة كأنها المرمر.. فجعل أخي الأكبر، يقسِّم نصف البطيخة إلى أشلاء متساوية، حتى فرغ، فأقبلنا نحو القطع المتجانسة، نأكل بصمت ورضا، فما أن لبثنا إلاّ وصحن البطيخ فارغ منه تماماً، ولم تنتهِ النَّهمة عند الصبية.
فترك أخي (...)
حينما يتعاهد ثلة من هواة الأدب العربي، على مذاكرة أفانين الأدب الأصيل، وتراث ماضيه، وعيون أخباره، ومسامرة أطرافه.. في مدينة ساكنة النفس، تعيش مع الآخرين بصمت، دون الخوض مع الخائضين في معامع التطرف بنوعيه، أو التغلي بأحكام دينه، لا شك أنها بذاتها لها (...)
ليست هي طريقتي ولا منهجي أن أكتب مثل هذه المقالات، عن حلم في جسر، أو شجرة ساقطة في الطريق تؤذي المارة، أو شارع غير ممهد ينهك السيارة، ولكن حينما يعج السكوت في الأجواء، وتبقى الأعين ناظرة دون كلام، وعندما ترى الضوضاء والفوضى في كل حارة ودرب، لابد أن (...)
الكثير من المحاورين يجزمون قطعاً بقوة حجتهم، وأنهم على طريق سوي منير، وقادرون أيضاً على دحر ضلالة الضال، وإنارة التائه وتبصير الحائر.. وعلى إخماد أي عويصفة تحوم حول فكرهم، أو تناطح رأيهم. فهذه صفة من يرى أنه قوي في كلامه وحججه.
وهذا الأمر لاشك أنه (...)
لكل ناقد وجهة هو موليها، اينما يضرب بسوط النقد يميل اليه ما يريد على ما املت عليه ثقافته، ونبوغ ادواته النقدية، وصهرها في قوالب واضحة لكل ناظر ومتابع، بطريقة النقد الموضوعي والمتزن بعيدا عن الذاتية والحيادية، بمسبار الذوق الرفيع، واستطاب روائع (...)
لست أدري ماهو المنهج المتبع، والطريق المحتذى في توزيع المعلم على مراحل التعليم، هل هو مجموع ما حصل عليه من درجات في دراسته الجامعية الأكاديمية والتربوية، ام لحسن منظره، او ذرابة لسان، او شموخ هامة.. فهذا يصلح لأن يكون في المرحلة الثانوية وذاك محله (...)
سمعت د. عبد الله الغذامي في صبيحة يوم الاثنين 16/4/1424ه في اذاعة «إم بي سي. إف إم» يقول فيما معناه: لا أوافق على المقولة التي تقول: «ان من السكوت لحكمة» ولا على «إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب» هاتان المقولتان لا أوافق عليهما مطلقا لأن السكوت (...)