نحن بائسون عندما نُنَصِّبُ مزاجنا الشخصي مسطرة لبقية الأحياء، نحب من خلالها ما يتوافق من سلوكهم مع مزاجنا، ونكره مالًا يتفق.
فذلك الذي يشرب قهوته الصباحية بالسكر الخفيف، بعيد عن الجدية من وجهة نظرنا إن كنا نشربها سوداء مرة، وإن كان العكس وكانت قوالب (...)
الإنسان في كل الأزمنة يعيد تجاربه التي تعود عليه بالنفع، بل يمارس الانتقاء منها، فيختار تلك التجارب التي كانت أكثر نجاحًا وعائدًا، وقد يقوم بتكرار بعض الممارسات لتأكيد هويته المتفوقة كما يعتقد، أو لأنها الأكثر سهولة من غيرها، بغض النظر عن المبررات (...)
من المعلوم أن التقدم أو التأخر، الربح أو الخسارة في أي مجال رياضي، أو اقتصادي، أو سياسي، أو اجتماعي، يُحدث نتائجَ وردودَ فعل تُبين وجه ذلك المجتمع، كلّه أو بعضه، ودرجة النضج التي تُفسِّر حاله حينئذ، سلباً أو إيجاباً في التعامل مع الحالين.
ما يدعوني (...)
كاد العالم أن يفقد الأمل بشأن اتفاقه حول أي موضوع كان، اقتصاديًا أو سياسيًا أو ثقافيًا أو إنسانيًا، ربما لأنه لم يعُد جديرًا بذلك، لكثرة خطاياه التي ملأت هذا الكوكب المُثْخَن بالجراح.
إلا أن تلك الحفرة التي سحَبت أنظار العالم باتجاهها خلال الأيام (...)
الحياة ممتعة بالقدر الذي يجعلك تُكافئ نفسك فيها بكل جميل وفاخر، فأنت لم توجد فيها لتكون عنصرا بائسا مُزعجا منزعجا، بل لتكون سيد الموقف دائما، تختار الأجمل من كل شيء:
الوظيفة والأصدقاء، والأسرة، والأماكن، والمنزل والرحلات، والموسيقى، والشعر الذي (...)
المتأمل في القفزات الحضارية للأمم يجدها لا تحدث فجأة ولا اعتباطا، بل تأتي عبر كثير من التضحيات والجهود التي تبذلها المجتمعات، والتي تكون فيها حوافز التقدم والانطلاق قوية مبهجة مقارنة بالصعوبات والتحديات التي قد تعن للفكر عند وضع خارطة التوقعات (...)
المحاولات المستمرة للحكومات الأمريكية المتعاقبة لاستخدام هجمات الحادي عشر من سبتمبر كورقة ضغط على المملكة العربية السعودية، أو إعادة التلويح بقانون «جاستا»، لفرض الإرادة الأمريكية، ورسم المصالح بين الطرفين في ضوء ذلك، عبر لغة ابتزازية واستفزازية لا (...)
يأتي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية كل عام لتُدشن من خلاله مناسبة الفرح الأكبر لهذا الوطن في قلوب أبنائه، وليتذكروا جهود الآباء عبر آلاف السنين التي كونت ما أصبحوا عليه من أصالة وقيم عليا، وليستعيدوا في الوقت نفسه ذلك الزخم التاريخي، الذي (...)
إذا قيل إن الحياة تنتخب - بقدر الله - وقوانينه وسننه الكونية الجمال، وما يتوافق معه من مبادئ وأخلاق، فماذا عن القبح المنتشر في كل مكان؟، وماذا عن الإجرام والأنانية والجشع الذي يغطي العالم؟. ترى هل يمكن الاستنتاج أن للحياة وجهين، اكتسبنا وجوه الجمال (...)
لم تكتب ليّ زيارة هذا البلد العظيم، على الرغم من خُطى السير التي تبعتها قدماي في الجهات الأربع، لكني رأيته ملايين المرات في جمال ثقافته ومثقفيه، وفي رونق أدبه وأدبائه، وفي تلك المواقف الوطنية لرجاله الكبار؛ آل الصلح وآل الخوري وآل أرسلان وآل سلام، (...)
للمروءة والأصالة أهلها، يقصدهم الناس ويأنسون بهم وإليهم، وذلك لطيب معشرهم وصفاء أرواحهم المجبولة على العطاء بكل صوره، حيث تجدهم وقد ألان أحدهم جانبه، وبسط معروفه ببيانه وسلطانه وماله وإحسانه، فهو قريب من الناس في الضيق والرخاء، والعسر واليسر، مؤدّّ (...)
هطل علينا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في لقائه الأخير مع الإعلامي عبدالله المديفر غيثاً ينعش القلوب والعقول والمزاج في ليلة كان الجميع محظوظًا وهو يستمتع بالحديث عن المستقبل الذي رسمت ملامحه مكتملة واضحة، حيث أبان سمو الأمير (...)
لم تكن الحياة سهلة لهذا الكائن البشري، ليعبر المناطق الأشد قلقا إلى المناطق الوادعة في هذا الكوكب، وليجعل عناوين السلام هي التي تُعرّف مراحل حياته عبر الحقب والأزمنة، بل كانت تحديات وصعوبات الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية هي التي (...)
وجدته منكسر الخاطر.. يأسف على سبعين أو أكثر من الأعوام، قضاها بين أرفف المكتبات وردهات التعليم باحثا ومعلما ومثقفا تنويريا كبيرا.. قلت له: علام الأسف؟! وأنت الذي تعرف جيلا من الذين مروا بين يديك وتحت ناظريك، حتى أصبحت رمزا لزمن بأكمله تنويرا وتوعية (...)
لم تكن أمريكا في وضع عجيب مؤسف كما هو حالها الآن مع الساكن الحالي للبيت الأبيض، الذي يجعل الجميع في حالة شك بأنه في كامل تركيزه وتوازنه كلما تكلم، راسما تلك الابتسامة ذات المقاس الواحد، والنظرة التي تترقب تصحيح الأخطاء من أحد ما يقف هناك خلف (...)
لم يعد خافيا سوء الإدارة الأمريكية التي وإن تغيرت صورة الممثل فيها بوش أو أوباما أو بايدن إلا أن الأساليب القديمة المخادعة لم تتغير، فليس من المفاجئ أن يكون التقرير الأمريكي الأخير حول خاشقجي مليئا بالأكاذيب والتخيلات المريضة لأمة أدمنت الكذب عبر (...)
عُرف المفكر وعالم الاقتصاد والسياسة الأمريكي فرانسيس فوكوياما بمقولته الشهيرة عن نهاية التاريخ، لا من حيث السيرورة والحركة المستمرة لأحداثه، بل من خلال طرح صيغة وفلسفة الحكم المفضل للشعوب من وجهة نظره، وقد حرر لبيان ذلك الرأي الكثير من الأبحاث (...)
السرقة مرفوضة في كل القوانين والأخلاق والثقافات والأزمنة ولا يمكن القبول بها مطلقا ومهما تلبّست أو تموهت، فستبقى في أبسط نتائجها أنها تصادر الحقوق من أصحابها إلى من لا يستحق عبر الخداع والتمويه والتزييف، ولهذا شدّدت جميع الدول والحضارات على إيقاع (...)
تطالعنا على خارطة الزمن الإنساني بعض المُبهجات، يأتي في مقدمتها العلم والفكر والثقافة التي بمجرد سبر دروبها في أي بيئة إيجابية حاضنة نجد من المتع الذهنية والفكرية، اعتقادًا وقولاً وممارسة؛ ما يرفع مستوى الثقة في أذهاننا بجمالية الحياة المعرفية (...)
كان دخول القرن العشرين موجعا، بقدر الخسائر التي تكبدها العالم في حروبه بسبب أسلحته غير التقليدية، وجولات الاستعمار الشامل، التي اجتاحت الشعوب ولم يسلم منها إلا القليل، حيث كانت المملكة من هذا القليل، الذي لم يخضع لاستعمار أي دولة، ولعل هذا الأمر قد (...)
الثابت والمتغير 2/1
منذ انطلاق المملكة العربية السعودية كيانا موحدا في 1351 هجرية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بدأت رحلة التغير الاجتماعي الكبير لهذا المجتمع العربي الأصيل، الذي مثّل بُعد الثقافة العربية (...)
يعيش العالم كل أربع سنوات مخاض الانتخابات الأمريكية بكل ما فيها من تباينات في المواقف والاتجاهات بين المرشحين، وتنتشر التوقعات بنوعيها الإيجابي والسلبي بشأن ملامح العالم بعد تعيين رئيس جديد لأمريكا، وعطفًا على ذلك، ينتظر الجميع ما ستسفر عنه الجولات (...)
عندما يعبر اليوم الوطني ساعات الأيام وخارطة الأشهر والسنين، يأتي جديداً في كل إطلالة منه، ليحكي ملامح وطني الأجمل من بين البلدان، فتترسخ حينها القصة المبهرة والرواية الأكثر إدهاشا في تاريخ وحدة الدول والمجتمعات، حيث نستعيد من رصيد الذاكرة تلك (...)
منذ البدايات الأولى للتعليم النظامي أثبت المعلم السعودي قيمته في تأثيث مساحات الوطن المترامية بأفخم وأجلِّ المعارف، وزرْع الحب والشموخ والتطلع لغد أجمل، والحلم بوطن يعانق السماء في نفوس أبنائه وبناته، في كل صقع من هذه الأرض بامتداد فجاجها وجهاتها (...)
إن العبارات الملتبسة التي تجعل كل فريقٍ فرحاً بما لديه تجعلنا نكتنز العبارات المراوغة والمخادعة التي تعظّم خطوط البين، بين التي تحاصرها الخشية حتى تجعلها تخاف السير في النور، لأن الجميع متربصٌ هناك يبحث فيما وراء الكلام ومابين السطور، ولذلك حينما (...)