أعلن التلفزيون المصري قبل قليل عن تأدية رئيس المخابرات المصرية (عمر سليمان) اليمين نائبا لرئيس الجمهورية، وتكليف وزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة. وكان الرئيس المصري محمد حسني مبارك قد أعلم في كلمة أمس الجمعة أنه طلب من الحكومة الحالية بتقديم استقالتها، وتكليف حكومة جديدة غدا تتعامل مع أولويات المرحلة المقبلة. وجاء في كلمة الرئيس المصري التي ألقاها عبر التلفزيون المصري:" لقد تابعات أولا بأول المظاهرات وكانت تعليماتي للحكومة هي إتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم وأسفت كل الأسف لسقوط أبرياء في هذه المظاهرات". وقال الرئيس المصري:"إن هذه التظاهرات وما شهدناه قبلها من احتجاجات في الأعوام الماضية، ما كانت لتكون لولا المساحة العريضة لحرية التعبير في مصر". وأضاف الرئيس مبارك قائلا:"أنحاز كل الانحياز للمواطنين في التعبير عن آرائهم، ولكنني وبنفس القدر حريص على استقرار مصر وأمنها والحفاظ على المكتسبات التي تحققت". وقال الرئيس المصر أنه ينحاز كل الانحياز إلى حرية التعبير ولكنه في ذات الوقت يرفض تهديد النظام العام، مؤكدا أنه يعي تطلعات الشعب المصري إلى تحسين المستوى المعيشي والحد من البطالة وتحقيق المزيد من الديمقراطية والحريات والعمل على محاربة الفساد، مهيبا بشباب مصر مراعاة صالح الوطن ومكتسباته، ورفض كل من يسعى الى إثارة الفوضى والتخريب. EMBED src="http://youtube.comelJfO9dlbiM" quality=high loop=true menu=false WIDTH=500 HEIGHT=400 TYPE="application/x-shockwave-flash" وكان الرئيس المصري قد أصدر وبصفته الحاكم العسكري أمس قرارا بحظر التجول في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس يبدأ سريانه من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السابعة صباحا اعتبارا من اليوم الجمعة وحتى إشعار آخر. بدورها انتشرت وحدات من الجيش المصري في محيط مباني وزارة الخارجية ومبنى التلفزيون ومقر البرلمان فيما استمرت أعمال المظاهرات في ظل انحسار لقوات مكافحة الشغب وأجهزة الأمن المركزي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القرار جاء نظرا لما شهدته بعض المحافظات من أعمال الشغب والخروج على القانون وما شهدته من أعمال النهب والتدمير والحرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بما فى ذلك بعض البنوك والفنادق. كما أصدر الرئيس مبارك قراراَ بأن تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة لتنفيذ هذا القرار للحفاظ على الأمن وتأمين المرافق العامة والممتلكات الخاصة. فيما نفى التليفزيون المصري أمس وجود متظاهرين يحاولون اقتحام مبناه وكذلك نفى التلفزيون وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط وجود محاولة لاقتحام مبنى وزارة الخارجية المصرية القريب منه ولم يشر التليفزيون إلى المزيد من التفاصيل. وكانت أنباء بثتها قنوات فضائية أفادت بوجود متظاهرين يحاولون اقتحام مبنى التلفزيون والخارجية في القاهرة. وفيما يلي تنقل (أنباؤكم) نص كلمة الرئيس المصري والتي ألقاها بعد منتصف ليل الجمعة بتوقت القاهرة: "الإخوة المواطنون، أتحدث إليكم في ظرف دقيق يفرض علينا جميعا وقفة جادة وصادقة مع النفس، تتوخى سلامة القصد وصالح الوطن. لقد تابعت أولا بأول التظاهرات وما نادت به ودعت إليه، كانت تعليماتي للحكومة تشدد على إتاحة الفرصة أمامها للتعبير عن آراء المواطنين ومطالبهم. ثم تابعت محاولات البعض لاعتلاء موجة هذه التظاهرات والمتاجرة بشعاراتها وأسفت كل الأسف لما أسفرت عنه من ضحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة. لقد التزمت الحكومة بهذه التعليمات، وكان ذلك واضحا في تعامل قوات الشرطة مع شبابنا، وقد بادرت إلى حمايتهم في بدايتها احتراما لحقهم في التظاهر السلمي طالما تم في إطار القانون، وقبل أن تتحول هذه التظاهرات لأعمال شغب تهدد النظام العام وتعيق الحياة اليومية للمواطنين. إن خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والفوضى، وإنني إذ أنحاز كل الانحياز لحرية المواطنين في إبداء آرائهم، أتمسك بذات القدر بالحفاظ على أمن مصر واستقرارها وعدم الانجراف بها وبشعبها لمنزلقات خطيرة تهدد النظام العام والسلام الاجتماعي، ولا يعلم أحد مداها وتداعياتها على حاضر الوطن ومستقبله. إن مصر هي أكبر دولة في منطقتها سكانا ودورا وثقلا وتأثيرا، وهي دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون، وعلينا أن نحاذر مما يحيط بنا من أمثلة عديدة انزلقت بالشعوب إلى الفوضى والانتكاس، فلا ديمقراطية حققت ولا استقرارا حفظت. أيها الإخوة المواطنون، لقد جاءت هذه التظاهرات لتعبر عن تطلعات مشروعة لمزيد من الإسراع لمحاصرة البطالة، وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والتصدي بكل حسم للفساد. إنني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب، وأعلم جيدا قدر همومه ومعاناته، لم انفصل عنها يوما وأعمل من أجلها كل يوم، لكن ما نواجهه من مشكلات وما نسعى إليه من أهداف لن يحققه اللجوء إلى العنف، ولن تصنعه الفوضى، وإنما يحققه ويصنعه الحوار الوطني والعمل المخلص والجاد. إن شباب مصر هو أغلى ما لديها، وهي تتطلع إليهم كي يصنعوا مستقبلها، وتربأ بهم أن يندس بينهم من يسعى إلى نشر الفوضى، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وإشعال الحرائق وهدم ما بنيناه. إن اقتناعي ثابت لا يتزعزع بمواصلة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، من أجل مجتمع مصري حر وديمقراطي، يحتضن قيم العصر وينفتح على العالم. لقد انحزت -وسوف أظل- للفقراء من أبناء الشعب على الدوام، مقتنعا بأن الاقتصاد أكبر وأخطر من أن يترك للاقتصاديين وحدهم، وحرصت على ضبط سياسات الحكومة للإصلاح الاقتصادي، كي لا تمضي بأسرع مما يحتمله أبناء الشعب أو ما يزيد من معاناتهم. إن برنامجنا لمحاصرة البطالة وإتاحة المزيد من خدمات التعليم والصحة والإسكان وغيرها للشباب والمواطنين، تظل رهنا بالحفاظ على مصر مستقرة وآمنة، وطنا لشعب متحضر وعريق لا يضع مكتسباته وآماله للمستقبل في مهب الريح. إن ما حدث خلال هذه التظاهرات يتجاوز ما حدث من نهب وفوضى وحرائق لمخطط أبعد من ذلك، لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الشرعية. إنني أهيب بشبابنا وبكل مصري ومصرية مراعاة صالح الوطن، وأن يتصدوا لحماية وطنهم ومكتسباتهم، فليس بإشعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبنائها، وإنما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الأفضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن والمزيد من الحرية للمواطنين, وبخطوات جديدة لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات، وخطوات جديدة للوقوف إلى جانب الفقراء ومحدودي الدخل. إن خياراتنا وأهدافنا هي التي ستحدد مصائرنا ومستقبلنا، وليس أمامنا من سبيل لتحقيقها سوى بالوعي والعمل والكفاح, لنحافظ على ما حققناه ونبنى عليه، ونرعى في عقولنا وضمائرنا مستقبل الوطن، إن أحداث اليوم والأيام القليلة الماضية ألقت في قلوب الأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب الخوف على مصر ومستقبلها، والتحسب من الانجراف إلى مزيد من العنف والفوضى والتدمير والتخريب، وإنني -متحملا مسؤوليتي الأولى في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين- لن أسمح بذلك أبدا، لن أسمح لهذا الخوف بأن يستحوذ على مواطنينا، ولهذا التحسب بأن يلقي بظلاله على مصيرنا ومستقبلنا. لقد طلبت من الحكومة التقدم باستقالتها اليوم، وسوف أكلف الحكومة الجديدة اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة ومحددة، للتعامل الحاسم مع أولويات المرحلة الراهنة. وأقول من جديد إنني لن أتهاون في اتخاذ أية قرارات تحفظ لكل مصري ومصرية أمنهم وأمانهم، وسوف أدافع عن أمن مصر واستقرارها وأماني شعبها، فتلك هي المسؤولية والأمانة التي أقسمت يمينا أمام الله والوطن بالمحافظة عليها. حفظ الله مصر وشعبها وسدد على الطريق خطانا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". مقتل 3 أشخاص في محاولة اقتحام وزارة الداخلية قالت قناة الجزيرة ان ثلاثة أشخاص قتلوا يوم السبت خلال محاولة نحو ألف محتج اقتحام مبنى وزارة الداخلية في وسط القاهرة. لكن مصدرا أمنيا قال لرويترز ان الثلاثة سقطوا مصابين برصاص حي. ولم يتسن على الفور معرفة مصدر النيران. وترابط دبابات الجيش بالقرب من الوزارة قتلى في تمرد بسجون مصرية أفاد مراسل الجزيرة نت بأن تمردا وقع في سجن أبو زعبل، وأن قوات الأمن تطلق الرصاص الحي على المعتقلين. كما وردت أنباء عن وقوع عشرات القتلى في اقتحام قوات الأمن لسجن القطا في دلتا النيل. ونقل المراسل أنباء عن حرائق في بعض أقسام السجن الذي يضم مساجين سياسيين بعضهم معتقل منذ نحو عشرين عاما دون توجيه تهم إليهم في ظل قانون الطوارئ. وتحدثت الجزيرة نت إلى السجين محمد عبد الغفار في سجن أبو زعبل الذي أكد وقوع إطلاق نار في المبنى المجاور للعنبر الذي يقطن فيه، بينما تضرب القناصة "بالمليان" من الأبراج. وأفاد السجين المعتقل منذ ثلاث سنوات بدون تهمة -حسب قوله- بأن هناك نحو 500 سجين سياسي يقبعون في المبنى، وبعضهم أمضى عشرين عاما دون محاكمة. وخشي المعتقل من تصفيتهم لأنه –حسب ما أفاد- ليس هناك أوراق ثبوتية باعتقاله هو أو بقية السجناء السياسيين، وكرر مناشدته التدخل لحمايتهم. كما تحدثت الجزيرة نت إلى السجين المهندس أمين محمد أمين (35 عاما) الذي أكد أقوال زميله، وأفاد باعتقاله منذ خمس سنوات دون توجيه أي تهمة له. وأضاف أمين أن العنبر الثاني محاصر، في حين أن هناك إطلاق رصاص حي في العنبر الثالث، وتمكنت الجزيرة نت من سماع ما بدا حقيقة أنه صوت إطلاق رصاص. وتشهد مصر منذ الثلاثاء مظاهرات عارمة تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك ونظامه، ولم يخفف غليانها خطاب لمبارك ألقاه الليلة الماضية ووعد فيه باستمرار الإصلاحات وإقالة الحكومة الحالية. وقد سجلت التقارير الإعلامية مقتل نحو مائة شخص منذ بداية المظاهرات وإصابة مئات آخرين في الاشتباكات التي حدثت بين المتظاهرين وقوات الأمن. EMBED src="http://youtube.com/QtYwEC7xFJA" quality=high loop=true menu=false WIDTH=500 HEIGHT=400 TYPE="application/x-shockwave-flash"