لجأ العشرات من المتضررين من السيول التي غمرت مدينة جدّة السعودية للمساجد للاحتماء واللجوء إليها بعد أن غمرت السيول سياراتهم، حيث اكتظَّ مسجد الملك سعود في حي الشرفية، ومسجد العناني بالقرب من الميناء بأعدادٍ كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين احتجزوا بداخله حتى المساء. وتمكّنت مجموعة من المواطنين المتطوعين في مجال الإغاثة والإنقاذ من إنقاذ العشرات من المتضررين في الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة جدة الأربعاء، ومن بين الحالات التي تَمّ إنقاذها زوجان متقدمان في السنّ كانا قد شارفَا على الهلاك وسط السيول في حي الحمراء، حيث اقتحمت مجموعة من المتطوعين السيول وتمكنوا من إنقاذ الزوجين قبل هلاكهما، وذلك بعد أن شُوهد المسنّ وزوجته يحاولان مقاومة السيول دون جدوى. وبالقُرْب من مسجد الملك سعود تَمّ إنقاذ امرأة حامل في أشهرها الأخيرة، بعد أن كاد السيل يجرفها، كما تَمّ إنقاذ طفلة مصابة بالسكر بالقرب من أحد الشوارع المجاورة لمقرات وزارة الثقافة والإعلام. في سياق متصل دعمت إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة بقوات مساندة من العاصمة المقدسة والطائف وأيضًا فرق إنقاذ وغواصين من قوات الطوارئ الخاصة من الرياض وعسير. وقال مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري: إنّ هذه القوات تكونت من أفراد وضباط متخصصين في عمليات الإنقاذ في المياه الراكدة والجارية. وأضاف أنّ الدفاع المدني حال تَلقِّيه التحذيرات من مصلحة الأرصاد بإمكانية هطول أمطار على محافظة جدة أعلن جاهزيته ورفع درجة الاستعداد وقام بتحذير المواطنين والمقيمين عبر وسائل الإعلام كما عقدت اللجنة الفرعية الفورية لتدابير الدفاع المدني اجتماعًا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد عبد العزيز محافظ محافظة جدة حيث باشرت أعمالها بتطبيق خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة السيول والأمطار من خلال ثمانِي عشرة جهة حكومية أعضاء بمجلس الدفاع المدني ، كما تَمّ تقسيم المحافظة إلى عدة مربعات ونشر القوات فيها حيث تكونت المجموعات من فرق غوص وإنقاذ مزودين بقوارب نجاة حرصًا على أن يكون تواجدهم في أرجاء المحافظة من أجل سرعة الوصول والاستجابة الفورية لتلبية الاستغاثة لمن يحتاج لها. وأضاف: إننا كنا مدركين سلفًا صعوبة التنقل في مثل هذه الظروف لذلك عمدنا لتنفيذ هذه الخطة التي أسهمت بتوفيق من الله في مواجهة الحدث من خلال الفرق الميدانية والفرق الجوية المكونة من طيران الدفاع المدني وطيران القوات المسلحة وتمكنت من إنقاذ أكثر من (866) محتجزًا بواسطة الفرق الأرضية وأكثر من (465) بواسطة الطائرات التي تجاوز عددها تسعة عشر (19) طائرة، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات قد بلغ أربع وفيات وما زالت عملية الإنقاذ مستمرة. وأبان الفريق التويجري أنه تَمّ تشكيل فرق مساندة وأيضًا لجان إسكان حيث تَمّ تقديم الإعاشة والإغاثة والإسكان لعدد من الأسر, كما تَمّ تشكيل لجان لحصر الأضرار. وأشار إلى أن ما شهدته محافظة جدة أمر ليس ببسيط حيث بلغ منسوب المياه مائة وأحد عشر ملم ولكن توفيق الله وجهود فرق الإنقاذ وما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين خففت من هول الحدث. وأهاب الفريق التويجري بالمواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء من أجل سلامتهم, مشيدًا بمستوى الوعي والتكاتف والتآخي الذي يسود بين المواطنين والمقيمين في محافظة جدة والذي أسهم بعد عناية الله بالتخفيف من الآثار والأضرار البشرية ولله الحمد.