كشف المطلوب الأمني رقم 20 في قائمة ال85 سابقاً التائب جابر الفيفي، أن نائب رئيس فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن السعودي سعيد الشهري، قام بجولات في مناطق المملكة لتحريض عدد من الشبان الذين زاملهم في معتقل غوانتانامو في كوبا لتجنيدهم من جديد في اليمن. مشيراً إلى أنه اعتنق الفكر التكفيري من داخل «غوانتانامو» ، وحمله معه إلى المملكة إبان تسلمه من السلطات الأميركية رسمياً. فيما علمت «الحياة» من مصادر مطلعة، أن الجولات التي قام بها المطلوب رقم 36 في قائمة ال85 سعيد الشهري، كان برفقة القائد الميداني للتنظيم «التائب» محمد العوفي، إذ التقى الاثنان على وليمة شاركهم جابر الفيفي في أحد الفنادق في منطقة الطائف، وطرحوا عليه فكرة الجهاد مرة أخرى، خصوصاً أنه من المتدربين في أفغانستان. وقالت المصادر إن هذه الجولات شملت عدداً من المطلوبين، منهم من تسلل إلى اليمن، ومنهم من تم القبض عليه قبل خروجه من المملكة. ووفقا ل"جريدة الحياة" أوضح التائب جابر الفيفي خلال اعترافاته على التلفزيون السعودي أمس، أن أحداث «غزة» التي شاهدها عبر شاشة التلفاز زادت من عزيمته في الخروج إلى اليمن كونها منطقة يسهل الوصول إليها، ومن ثم تساعده في الخروج الى أفغانستان أو العراق. وأشار الفيفي الذي سلم نفسه الى السلطات السعودية من اليمن إلى أنه تشرب الفكر التكفيري من داخل معتقل «غوانتانامو» من خلال لقائه ببعض الموقوفين في المعتقل. وأضاف الفيفي: «ليس هناك من يستطيع الرد على الشبهات، ومعظم المعتقلين في «غوانتانامو» مستواهم التعليمي متقارب، والأدلة داخل المعتقل كثيرة، وجميع العلماء اسقطوا داخل معتقل غوانتانامو. ولفت إلى أنه يتحدث مع زملائه عبر فتحة الطعام، إذ يستمعون إلى بعض النصائح أو الى دروس يطرحها أحدهم على المجموعة. وأكد الفيفي إلى أنه لم يعلم مكانه عندما نقل إلى معتقل غوانتانامو، إذ سمع من بعض الموقوفين أنه في أوروبا، بينما قال آخرون إنهم في إحدى الدول الخليجية، فيما تحدث فريق ثالث على أنهم ما زالوا في أفغانستان، خصوصاً أنه وقع على ورقة من الجيش الأميركي بإطلاق النار عليه فيما لو حاول الهرب من داخل أي معتقل أميركي. وذكر التائب الفيفي أنه تعرض إلى تعذيب من الجيش الأميركي في أفغانستانوغوانتانامو، خصوصاً خلال التحقيق معه، وقال: «تعرضنا للضرب، وكانوا يقذفون الموقوفين، وزادت القسوة علينا ونحن مقيدون، ووضع غطاء على رؤوسنا بحيث لا نشاهد المتحدثين معنا من الحراس، وتم تهيئتنا كنماذج يتدرب علينا الأطباء المبتدئين داخل غوانتانامو حينما نشتكي من عارض صحي». وعن العوامل النفسية التي يعيشها المعتقلون داخل غوانتانامو، قال الفيفي: «وصلنا إلى مرحلة لا نعلم فيها ماذا يريدون منا، عرضت خلالها رغبتي للمحققين أن يطلقوا الرصاص علي»، مشيراً إلى أنه كان يتوقع أن مجرد قتله هو استشهاد في سبيل الله. وأشار إلى أنه على رغم وجود لجنة محكمة داخل المعتقل من ضباط ومحامين للدفاع عن الموقوفين، إلا أننا لم نلمس أي فائدة من ذلك كون الحكم الصادر هو اضافة سنة جديدة من الاحتجاز في المعتقل، خوفاً من أن يشكل إطلاق السراح خطراً على الولاياتالمتحدة الأميركية، ويطلقون عليهم لقب مقاتل عدو. وأضاف: «يستجيب الجيش الأميركي لمطالبنا عندما نعمل مظاهرات أو شغب داخل المعتقل، أو الكتابة على الحائط». وعن الوعود الكاذبة التي يطلقها الجيش الأميركي على المعتقلين في غوانتانامو، أوضح الفيفي أن بعض الموقوفين يتم التمويه عليهم بإطلاق سراحهم، ويستقلون طائرة عسكرية، وبالتالي تدور بهم حول المدرج وتعود مرة أخرى ويتم نقلهم إلى سجن أخرى، بحيث يعتقد زملاؤه السابقون أنه تم إطلاق سراحه. وأضاف: «لم أصدق نفسي عندما شاهدت السيفين والنخلة، وهي شعار المملكة التي رسمت على طائرتها، إذ أسمع أشخاصاً يتحدثون بلهجتنا نفسها». وبعد أن نقل «التائب» إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، قال: «لا يزال الفكر التكفيري موجوداً، وكان يدور في مخيلتي شك بشأن أموال أشقائي الذي يعملون في القطاع العسكري هل هي حلال أم حرام؟». وذكر الفيفي أن «فترة التحاقي في المركز منذ بداية تأسيسه، وكان في مخيلتي أن معظم ما يدور من حديث هو (حشو)، اذ تعلمت داخل معتقل «غوانتانامو» عدم الاستماع أو مناقشة العلماء، على رغم أن القائمين على البرنامج أبدوا استعدادهم إلى الاستماع الينا ومحاورتنا، إلا أن عدداً من الموقوفين يتهربون من المحاضرات والدروس بغير عذر.