دعا عبد المنعم مصطفى حليمة المعروف بأبي بصير الطرطوسي أحد منظري تنظيم "القاعدة" في سوريا إلى مناظرة الشيخ عائض القرني أو الشيخ سعد البريك على وجه التحديد في أحد المنتديات القاعدية على الإنترنت. وقال الطرطوسي في بيان نشرته المنتديات الجهادية : "فقد آلمني رمي عليَّة القوم - ممن يُحسبون على الدعوة والدعاة - المتكرر لإخواننا المجاهدين بلوثة الغلو في التكفير.. وأنهم من الخوارج.. كما آلمني جدالهم المستميت عن طواغيت الحكم والكفر.. وقد كثرت المقابلات وتنوعت في القنوات الفضائية - مع هذا الفريق من الناس - التي جعلت محور حديثها عن وزر التكفير.. ووزر الخروج على أئمة وطواغيت الحكم والكفر.. وكأن الأمة لا مصاب لها إلا ذلك.. ولم تؤتَ إلا من ذلك.. فضلوا وأضلوا.. ولبَّسوا على كثير من الناس دينهم!" وأضاف: هم لا ينسون في كل مقابلة يعقدونها أن يدعوا فيها إلى ضرورة محاورة من يزعمون أنهم من الخوارج وقد لُوثوا بالتكفير وبفكرة الخروج على طواغيت الحكم المعاصرين...لذا أجد نفسي ملزماً - نيابة عن إخواني.. مستأذناً لهم - أن أنازل القوم - مستعيناً بالله تعالى وحده - وأن أدعوهم للحوار والمناظرة.. لنرى من منا على حق ومن على باطل.. وأي الدعوتين والفريقين أولى بالنصرة والاتباع! وحدد عضو القاعدة مطالبه التي رصدها موقع "مركز الدين والسياسة للدراسات":في مناظرة أحد الشيخ عائض القرني أو الشيخ سعد البريك أو أي شخص آخر من عليَّة القوم ممن كثر جدالهم عن الأنظمة الحاكمة وبخاصة منها النظام السعودي - ويكون حجة على فريقه - للمناظرة وأن يكون الحوار في أي منتدى من منتديات الحوار التالية: الإصلاح.. أو القلعة.. أو الأنصار.. أو أنا المسلم.. أو غيرها إذا إرادوا. وأختتم دعوته بقوله: هذه دعوة مني مفتوحة للقوم.. أنتظر منهم جواباً عنها.. إن كانوا فعلاً جادين في طلب الحوار والمناظرة.. والإصلاح.. وإن لم يستجيبوا لهذه الدعوة.. فهذا يعني عندي وعند إخواني وكثير من الناس.. الهروب من الحوار.. ومن مواجهة الحق.. وأن دعواهم المتكرر للحوار ما هو إلا للاستهلاك الإعلامي.. ومن أجل تضليل الناس.. وتعبيدهم للطواغيت الظالمين. والطرطوسي أو عبد المنعم مصطفى حليمة، أحد مشايخ السلفية الجهادية في سوريا، وتم اعتقاله من قبل السلطات السورية عام 1981 قبل أن يتم الإفراج عنه ويقوم بالتنقل في العديد من البلدان منها : أفغانستان وباكستان واليمن وتايلند، ومن مؤلفاته:من دَخَلَ ديارَ غيرِ المسلمين بعهدٍ وأمانٍ؛ ما لَهُ وما عليه، ومُبادرةُ الجماعة الإسلامية المصرية اعترافٌ بالخطأ أم انهيارٌ وسقوط، والجِّهَادُ والسِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ؛ ومُنَاصَحَةٌ ومُكَاشَفَةٌ للجَمَاعَاتِ الجهاديَّةِ المُعَاصِرَةِ، والطريق إلى استئناف حياة إسلامية وقيام خلافة راشدة على ضوء الكتاب والسنة، حكم استحلال أموال المشركين لمن دخل في أمانهم وعهدهم من المسلمين. وكان تنظيم القاعدة قد تراجع عن الحوار مع أعضاء "حملة السكينة" الناشطة على الإنترنت والمعنية بمحاورة أصحاب الأفكار المتطرفة بعد هزيمة القاعدة في أول منازلة فكرية جرت بينهما ما يشي بتخوفها من تواضع مستوى أعضاء وأنصار التنظيم الفكري والفقهي خصوصاً في السعودية التي افتقدت فيها الكوادر التنظيرية بعد القبض على عبدالعزيز الطويلعي المعروف إنترنتياً ب"أخ من أطاع الله". فيما حذّر أحد أشهر المواقع التابعة لتنظيم القاعدة أتباعه من الدخول في حوارات ونقاشات مع أعضاء حملة السكينة، كما حذرهم من الدخول إلى موقع الحملة على الإنترنت. وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي أعلنت فيه "السكينة" أنها تعد إخراج الحوارات التي جرت مع أفراد التنظيم والمنتمين له للنشر قريباً وهو ما يعد حدثا فكرياً مهماً وضرورياً في الكشف عن الفكر المتطرف عن قرب وعن إمكانيات تقويمه.