سعى الباحث الأمريكي جون كالفرت أستاذ التاريخ بجامعة كريجتون الأمريكية في كتابه الصادر حديثاً والمعنون ب " سيد قطب وأصول الراديكالية الإسلامية" لتخليص سيرة هذا الرجل من الصورة التي قدمتها وسائل الإعلام الغربية والتي صورته ب "أبو الإرهاب الحديث". وبحسب الزميلة فاتن خليل بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية يعمد المؤلف في كتابه لتفنيد المزاعم الغربية ضد قطب مستعرضاً سيرته الذاتية، وهو المعروف بمحاربته لكل حاكم مسلم يطبق الشريعة ما أدى لإعدامه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر. ويرى الباحث الأمريكي والذي قدم كتابه بعد تسع سنوات من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، أن سيد قطب لو كان حيا كان سيدين هذه التفجيرات، وأنه كان يعطي الأولوية إلى استهداف الأنظمة العربية والإسلامية، وما كان ليفهم الأسباب التي تدفع شباب المجاهدين لنقل المعركة إلى الغرب. وبحسب الصحيفة اللندنية، فقد وضع كالفرت سيرة قطب في إطار السياق التاريخي والاجتماعي والسياسي للفترة التي عاش خلالها، دون أن ينفي راديكاليته؛ مؤكدا أن قراءة الغربيين له أفرغتها من الظرف التاريخي وعن الصراع في حياته . كذلك يشير المؤلف إلى الخلط الذي فعله الغربيين بين أهداف كل من قطب وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، ويؤكد كالفرت أنه من الصعب إيجاد خط مباشر يصل بين الاثنين، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة استقى أفكاره عبر مزيج من أفكار تيار الجهاد المصري، مختلطة بعناصر أخرى لتيارات أصولية في الوطن العربي، رغم تأثر التيار بأفكار قطب. وقد جاء تأثير قطب الكبير في تاريخ الإخوان بعدما أعلن الحرب على كل حاكم لا يطبق الشريعة الإسلامية، مما تسبب في إعدامه شنقا على يد نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. جدير بالذكر أن جون كالفرت يعد أحد الباحثين المرموقين في دراسات الحركات الإسلامية، وسبق له أن ترجم السيرة الذاتية التي كتبها سيد قطب بنفسه بعنوان "طفل من القرية" إلى اللغة الإنجليزية.