يعيش كارلوس سليم، أغنى رجل في العالم، بعيداً عن حياة الترف ويكتفي براتب شهري متواضع نظراً إلى ثروته، قيمته 20 ألف يورو، على ما كشف كتاب عنه نشره أحد مواطنيه . ونشر خوسيه مارتينيز كتاب “كارلوس سليم، سيرة غير مسبوقة” في العام ،2002 واعتاد نشر نسخة محدثة منه لأن صاحب السيرة “أصبح أغنى رجل في العالم” كما قال الكاتب لوكالة “فرانس برس” . وبعدما كان كارلوس سليم واحداً من الثلاثي الذي يتربع على عرش المال في العالم، إلى جانب بيل جيتس ووارن بافيت، صنفته مجلة “فوربز” هذا العام على أنه الرجل الأغنى، وقدرت ثروته ب53،5 مليار دولار . ورأى خوسيه مارتينيز في حديث مع الوكالة أن ما جعل سليم أغنى رجل في العالم هو توسعه في أمريكا اللاتينية من خلال “أمريكا موفيل”، كبرى شركاته معتبراً أن “ثروته أكبر من ذلك بكثير على الأرجح” . وشركة “أمريكا موفيل”، هي الأولى في أمريكا اللاتينية في عالم الاتصالات، ويبلغ عدد المشتركين فيها 200 مليون، وبحسب مجلة “فوربز فان” قيمة السهم فيها ارتفعت بنسبة 35% خلال عام واحد . وتنتشر مجموعة كارلوس سليم في المكسيك انتشاراً كبيراً، لدرجة أن أحد المطاعم يقول على سبيل المزاح أنه “المكان الوحيد في المكسيك الذي لا يملكه كارلوس سليم” . ويحرص كارلوس سليم وهو الولد الخامس لمهاجر لبناني وأب لخمسة أولاد هو أيضاً، على الابتعاد عن الأضواء . ويعلق مارتينيز على ذلك قائلاً إن كارلوس رغم ثروته الطائلة “شخص بسيط جداً على عكس الأثرياء من أرستقراطيين وأفراد عائلات مالكة وشخصيات المجتمع المخملي” . ويقول “الرجل الذي بنى كل ذلك، يتقاضى 24 ألف دولار راتباً شهرياً، فيما هو يملك30 إلى 40% من بورصة مكسيكو” . وبحسب السيرة التي كتبها مارتينيز فان كارلوس سليم “يكره الظهور الإعلامي، ويعيش حياة مقتصدة”، ففي مقر المجموعة تغيب مظاهر الترف، حتى إن كبار المديرين فيها تعاونهم سكرتيرة واحدة، وفقاً لمارتينيز . شيء وحيد يشكل مظهراً من مظاهر الغنى الكبير، وهو مجموعة فنية تعد الأهم في أمريكا اللاتينية، وفيها أكبر مجموعة من أعمال النحات أوغوست رودان خارج فرنسا . وتعرض هذه المجموعة في متحفه الخاص الذي تديره إحدى بناته . يتخذ كارلوس سليم قاعدة لا يحيد عنها وهي “ألا يتعامل مع رجال السياسة” . ولعل هذا الأمر ما يميزه عن رجال الأعمال الآخرين في بلاده .