تجري وزارة التجارة والصناعة في السعودية اتصالات مكثفة مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) للاتفاق على نسب خفض محددة في أسعار حديد التسليح في السوق السعودية جراء انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية وتراجع أسعار العديد من مدخلات الإنتاج. وشهدت السوق المحلية السعودية في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في أسعار الحديد بعكس المستوى العالمي الذي انخفضت فيه الأسعار. ووفقاً لصحيفة "الوطن" اليوم السبت، قال مصدر رسمي في الوزارة، إن الاتصالات مستمرة منذ مطلع الشهر الجاري، للضغط على "سابك" لتعديل أسعارها بما يتناغم مع الانخفاض الجاري في السوق العالمية، إلا أنه أوضح أن الوزارة تلقت ردا يفيد بأن "سابك تنتظر تفاصيل أسعار خام الحديد المستورد، من شركة المناجم البرازيلية (فالي)، ومدى التغير فيها خلال الربع الثالث من العام الجاري". وكانت "فالي" أكبر منتج للحديد الخام في العالم أبرمت عقداً مدته عشر سنوات لتوريد 3.3 مليون طن سنوياً من البيليت (كريات الحديد المعد للتشكيل) لشركة حديد "سابك" أكبر مصنع منتج للحديد في منطقة الخليج. وذكر المصدر نفسه، إنه بعد أن خفض مصنعا "الاتفاق، و"الراجحي" السعوديين الأسعار بنحو 250 ريالاً (66 دولاراً) للطن الواحد، ومن المقرر أن تعلن شركة "حديد اليمامة" خفضاً مماثلا خلال الأسبوع الجاري، مؤكداً أن الوزارة "ما زالت تراقب السوق بشكل يومي، وتتعامل معها بصفتها سوقاً غير مستقرة، تمر بحالة غير طبيعية". وذكرت الصحيفة السعودية، إنه رغم أن الوزارة أعلنت الأسبوع الماضي، خفض أسعار الحديد المستورد (الصيني والتركي) بمقدار 385 ريالاً (102 دولار) ليبلغ سعر الطن 2900 ريال (773 دولار)، إلا أن المنتجين الأتراك أعلنوا يوم الخميس ، خفضاً جديداً في الأسعار ليبلغ سعر الطن 540 دولاراً (2025 ريال)، وبإضافة تكاليف الشحن، يقدر أن يبلغ السعر الجديد 2250 ريالاً (600 دولار). وهو الأمر الذي أحدث تباينا في أسعار الحديد المستورد في السوق المحلية، وأسعار المنتجين، وبزيادة تفوق 650 ريالاً (173 دولار)، لصالح الشركة السعودية المستوردة، فيما بلغ سعر الحديد التركي في السوق الإماراتية، يوم الخميس الماضي 2625 ريالاً (700 دولار) للطن، بحسب مسؤول عامل في السوق تحدث للصحيفة. وذكرت صحيفة "الوطن"، أنه في جانب أسعار خام الحديد العالمي، نقلت مراكز متخصصة في مراقبة الأسعار توقع الشركة البرازيلية "فالي"، قبل نحو أسبوعين بزيادة أسعار منتجها بنحو 30 في المائة، إلا أن الشركة، لا تعلن الأسعار المخصصة لعقود التوريدات الثابتة مع زبائنها شركات مصانع الحديد. وفي أبريل/نيسان الماضي، غيرت شركات التعدين في خام الحديد، تسعير خام الحديد، من نظام الأرقام القياسية للعقود السنوية، إلى نظام يرتبط بعقود ربعية ترتبط مع سوق الأسعار الفورية لخام الحديد، في خطوة وصفت حينها بأنها تاريخية بعد أن استمر العمل بالعقود الثابتة لما يزيد عن 40 عاماً. وتذبذبت أسعار حديد التسليح في السعودية، بين الانخفاض والارتفاع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، إلا أن الأسعار قفزت فوق مستوى ال 3 آلاف ريال (800 دولار)، صعوداً من مستوى 2200 ريال للطن (586 دولار)، مع نهاية الشهر الثالث، بفعل تغيير سياسة العرض لدى الموزعين، حتى أصيبت السوق بحالة هلع وتهافت على الشراء، جراء مخاوف من شح المعروض، اتضح لاحقاً أنها غير حقيقية. وبحسب بيانات الاتحاد الدولي للصلب، بلغت الواردات السعودية من حديد التسليح خلال الربع الأول من العام الجاري، نحو 129 ألف طن، بقيمة وصلت إلى 264 مليون ريال (70.38 مليون دولار) فيما بلغ إجمالي الواردات العام الماضي نحو 584 ألف طن. ويشكل مجموع مستوردات البلاد ،خلال العام 2009 والربع الأول من العام الجاري، نحو 10 في المائة، من الطاقة الإنتاجية للمصانع المحلية، والبالغة 7.3 ملايين طن سنوياً، فيما تشير بيانات وزارة التجارة إلى أن الإنتاج الفعلي للمصانع الثلاثة الكبرى، بلغ خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 1.8 مليون طن، فيما لم تتعد المبيعات 1.6 مليون طن. وأظهر موقع وزارة التجارة أمس الجمعة، تساوي سعر طن الحديد للمقاسات "16 – 32"، وهي الأوسع استخداماً عند سعر 2900 ريال للطن، لمنتجات المصانع الثلاثة "حديد سابك، الاتفاق، الراجحي"، فيما يبلغ السعر لمنتج شركة "اليمامة" 3145 ريالاً (838 دولار).