كشف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن قيام المملكة ببحث تأسيس مركز عالمي للحوار يضمّ ممثلين عن جميع الأديان الأساسية، ويعمل بكل استقلالية بمعزل عن أي تدخلات سياسية. وأكّد العاهل السعودي من خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي ترأس وفد المملكة في منتدى تحالف الحضارات الثالث، الذي انطلق الجمعة في العاصمة البرازيلية، أنّ السعودية تواصل سياسة نشر الثقافة الحوارية وقد أخذت على نفسها التواصل بين الحضارات والثقافات "لتعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية كمدخل لإحلال الوئام محل الصِّدام، وهو ما يساعد على تخفيف حدة التوترات ونزع فتيل النزاعات وتحقيق الأمن والسلام المنشودين". وبحسب موقع فضائية "العربية" على الإنترنت، أشار العاهل السعودي، إلى أن هذا المنتدى الذي يأتي تحت عنوان "التواصل الثقافي لإرساء السلام" يكتسب أهمية خاصة في ضوء ما يواجهه العالم من تحديات وأزمات تستوجب التعاون والانطلاق من تعاليم الإسلام دين الاعتدال والوسطية والتسامح في مواجهة العنف. وأوضح أنّ السعودية أنشأت مركزًا وطنيًا للحوار تشارك فيه جميع مكونات المجتمع السعودي، مولية عناية خاصة بتطوير برامج التعليم ومحو الأمية وتوفير فرص التدريب والتأهيل للعمل، واستشهد الخطاب بابتعاث قرابة 90 ألف طالب وطالبة للدراسة الجامعية في 14 دولة في القارات الخمس في انفتاح غير مسبوق، "هذا بالإضافة لافتتاح جامعة العلوم والتقنية" كاوست" لتحتضن طلابًا وطالبات من كافة أرجاء العالم يتعاونون سويًا على توظيف العلوم والتقنية لما فيه خير الإنسانية". وفيما يخصّ المسار السياسي أشار خطاب العاهل السعودي إلى أنّ انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة في ديسمبر 2005م كان تأكيدًا على نبذ العنف، ونشر قيم الحوار والتسامح والاحترام المتبادل. وصولاً للاجتماع رفيع المستوى الذي دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2008م لتوفير أوسع وأعلى دعم سياسي ممكن لجميع مبادرات الحوار والتفاهم ونشر ثقافة السلام. ونوّه بمحطات ثقافية هامة منها اجتماع العلماء المسلمين في مكةالمكرمة في 30 مايو 2008م لترسيخ حقيقة الدين الإسلامي ورسالته القائمة على الحوار والسلام، ثم انعقاد مؤتمر مدريد العالمي للحوار بين 16 و 18 يوليو من نفس العام 2008م والذي ضمّ ممثلين عن جميع الأديان الرئيسية. واعتبر الخطاب أن إيمان المملكة العربية السعودية بأنّ التعدد الثقافي يثري الحضارة الإنسانية قد دفعها لتعزيز جهود التواصل الحضاري والثقافي مع الدول الصديقة، مشيرًا إلى أن آخر حضور عالمي على ذلك الصعيد كان في بلاط "اليونسكو" الذي شهد تدشين احتفالية توزيع جائزة الملك عبد الله العالمية للترجمة.